تأملات في كلمة الله غذاء للحياة اليومية

اَللهُ رُوحٌ. وَالَّذِينَ يَسْجُدُونَ لَهُ فَبِالرُّوحِ وَالْحَقِّ يَنْبَغِي أَنْ يَسْجُدُوا". (يو ٤ : ٢٤)
كان يتم السجود لله في الهيكل بشكل طقسي لا روحي (انظر عبرانيين 1:9-14). فأتت الساعة لتبطيل ذلك وتبديلهِ بالسجود الروحي لله الآب بابنهِ يسوع المسيح الذي صار هو بذاتهِ لنا الهيكل الحقيقي بعد موتهِ وقيامتهِ (راجع يوحنا 18:2-22).
يجب أن نتذكر دائمًا أن الرب يسوع المسيح هو ذاتهُ الحق، كما أنهُ الواسطة لإعلان النعمة أيضًا، {لأَنَّ النَّامُوسَ بِمُوسَى أُعْطِيَ، أَمَّا النِّعْمَةُ وَالْحَقُّ فَبِيَسُوعَ الْمَسِيحِ صَارَا.} (يو ١ : ١٧)

نذكر بعض الأحداث التي تمت فيها السجود للرب يسوع المسيح، علما أنه وحدَهُ دون غيره قَبِل السجود، بينما كل إنسان آخر يعرف الله يرفض أن يسجد له فقد رفض بطرس أن يُسجد لهُ وقال لكرنيليوس {...قَائِلاً:"قُمْ، أَنَا أَيْضًا إِنْسَانٌ".} (أع ١٠ : ٢٦) وكذلك الملاك في سفر الرؤيا رفض أيضاً السجود وقال ليوحنا اسجد لله. (رؤ ٢٢ : ٩)

-وَفِيمَا هُوَ يُكَلِّمُهُمْ بِهذَا، إِذَا رَئِيسٌ قَدْ جَاءَ فَسَجَدَ لَهُ قَائِلاً:"إِنَّ ابْنَتِي الآنَ مَاتَتْ، لكِنْ تَعَالَ وَضَعْ يَدَكَ عَلَيْهَا فَتَحْيَا". (مت ٩ : ١٨)
رئيس مجمع واسمه يايرس (مر ٥ : ٢٢) ويعتبر من أكثر الأشخاص معرفة بأن السجود لله وحده ويعلم أيضا بأن الذي يستطيع أن يقيم الموتى هو الله، آمن هذا الرئيس بالمسيح ابن الله {فَمِنْ أَجْلِ هذَا كَانَ الْيَهُودُ يَطْلُبُونَ أَكْثَرَ أَنْ يَقْتُلُوهُ، لأَنَّهُ لَمْ يَنْقُضِ السَّبْتَ فَقَطْ، بَلْ قَالَ أَيْضًا إِنَّ اللهَ أَبُوهُ، مُعَادِلاً نَفْسَهُ بِاللهِ.} (يو ٥ : ١٨)، وآتى وسجد له وطلب منه إحياء ابنته الميتة، عظيم إيمان هذا الرجل ولم يكترث بأحد وعن ماذا سيقال عنه أو النقد الذي سوف يتعرض له من زملائه ولا خاف على منصبه {...لأَنَّ الْيَهُودَ كَانُوا قَدْ تَعَاهَدُوا أَنَّهُ إِنِ اعْتَرَفَ أَحَدٌ بِأَنَّهُ الْمَسِيحُ يُخْرَجُ مِنَ الْمَجْمَعِ.} (يو ٩ : ٢٢)

-والمولود أعمى عندما جعله الرب يسوع يبصر {٣٥فسمع يسوع أنهم أخرجوه خارجا، فوجده وقال له:«أتؤمن بابن الله؟» ٣٦أجاب ذاك وقال: «من هو يا سيد لأومن به؟» ٣٧فقال له يسوع: «قد رأيته، والذي يتكلم معك هو هو!». ٣٨فقال: «أومن يا سيد!». وسجد له.} (يو 9 :35- 38)

-والإنسان الذي كان به روح نجس ومعذب كثيرا {فَلَمَّا رَأَى يَسُوعَ مِنْ بَعِيدٍ رَكَضَ وَسَجَدَ لَهُ،} (مر ٥ : ٦) ثم أمر الرب يسوع الروح النجس بالخروج من هذا الإنسان المعذب.

-وكذلك الأبرص الذي جاء إلى الرب يسوع
{وَإِذَا أَبْرَصُ قَدْ جَاءَ وَسَجَدَ لَهُ قَائِلاً:"يَا سَيِّدُ، إِنْ أَرَدْتَ تَقْدِرْ أَنْ تُطَهِّرَنِي".} (مت ٨ : ٢) وهذا يدل على إيمانه بالرب يسوع وقدرته على شفائه

-وعندما دخلَ الرب يسوع السفينة الصغيرة بعد المشي على الماء، وهدوء الريح
{وَالَّذِينَ فِي السَّفِينَةِ جَاءُوا وَسَجَدُوا لَهُ قَائِلِينَ:"بِالْحَقِيقَةِ أَنْتَ ابْنُ اللهِ!".} (مت ١٤ : ٣٣) لقد شهدوا هكذا ظهور للقدرة الفائقة لدرجة أن التلاميذ خرُّوا أمام الرب ساجدين وقائلين له: "«بِالْحَقِيقَةِ أَنْتَ ابْنُ اللَّهِ!»".

-والمرأة الكنعانية {فَأَتَتْ وَسَجَدَتْ لَهُ قَائِلَةً:"يَا سَيِّدُ، أَعِنِّي!"} (مت ١٥ : ٢٥)

-مريم المجدلية ومريم الأخرىُ {وَفِيمَا هُمَا مُنْطَلِقَتَانِ لِتُخْبِرَا تَلاَمِيذَهُ إِذَا يَسُوعُ لاَقَاهُمَا وَقَالَ:"سَلاَمٌ لَكُمَا". فَتَقَدَّمَتَا وَأَمْسَكَتَا بِقَدَمَيْهِ وَسَجَدَتَا لَهُ.} (مت ٢٨ : ٩)

-وعند ظهور الرب يسوع تلاميذه في الجليل، بعد القيامة، وقف أمامهم بجسده الممجَّد، فسجدوا للربّ الحيّ المحبّ مع أنّ الشكّ بقى في أفكار بعضهم. {وَلَمَّا رَأَوْهُ سَجَدُوا لَهُ، وَلكِنَّ بَعْضَهُمْ شَكُّوا.} (مت ٢٨ : ١٧)

-والمؤمنين الأتقياء سجدوا للرب يسوع عندما ارتفع عنهم إلى السماء
فَسَجَدُوا لَهُ وَرَجَعُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ، (لو ٢٤ : ٥٢)

وفي (رؤيا يوحنا 4 : 10-11) نجد كيف يسجدون الشيوخ في عبادةٍ، ويطرحون أكاليلهم عند أقدام ذاك الذي يجلس على العرش، الحي إلى أبد الآبدين {وَالْحَيُّ. وَكُنْتُ مَيْتًا، وَهَا أَنَا حَيٌّ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ! آمِينَ. وَلِي مَفَاتِيحُ الْهَاوِيَةِ وَالْمَوْتِ.} (رؤ ١ : ١٨) فيعبدونه كخالق وهم يقولون: "أَنْتَ مُسْتَحِقُّ أَيُّهَا الرَّبُّ أَنْ تَأْخُذَ الْمَجْدَ وَالْكَرَامَةَ وَالْقُدْرَةَ، لأَنَّكَ أَنْتَ خَلَقْتَ كُلَّ الأَشْيَاءِ، وَهِيَ بِإِرَادَتِكَ كَائِنَةٌ وَخُلِقَتْ".
يسوع المسيح، الله الابن، {الَّذِي لَنَا فِيهِ الْفِدَاءُ، بِدَمِهِ غُفْرَانُ الْخَطَايَا، الَّذِي هُوَ صُورَةُ اللهِ غَيْرِ الْمَنْظُورِ، بِكْرُ كُلِّ خَلِيقَةٍ، فَإِنَّهُ فِيهِ خُلِقَ الْكُلُّ: مَا في السَّمَاوَاتِ وَمَا عَلَى الأَرْضِ، مَا يُرَى وَمَا لاَ يُرَى، سَوَاءٌ كَانَ عُرُوشًا أَمْ سِيَادَاتٍ أَمْ رِيَاسَاتٍ أَمْ سَلاَطِينَ. الْكُلُّ بِهِ وَلَهُ قَدْ خُلِقَ.} (كو 1 :14- 16) ولذلك فهو الذي يتربع على العرش وهو مركز وموضوع العبادة التي تُوصف هنا.

السجود الروحي لله image
تم عمل هذا الموقع بواسطة