كثيرًا ما نبدو ضعفاء أمام أتفه التجارب، ونشعر بحالة من الحزن والعزلة الروحية ونشعر كأن الله تركنا بلا حماية, أساس هذا الشعور هو افتقارنا لقوة الله... القوة التي كانت للرسول بولس، فكانت حياته انتصارات دائمة، واستعدادًا لتحمّل أي ضيق، لذلك قال: "فَلاَ تَخْجَلْ بِشَهَادَةِ رَبِّنَا، وَلاَ بِي أَنَا أَسِيرَهُ، بَلِ اشْتَرِكْ فِي احْتِمَالِ الْمَشَقَّاتِ لأَجْلِ الإِنْجِيلِ بِحَسَبِ قُوَّةِ اللهِ" (2تيموثاوس 8:1).
عندما لا تكون لنا قوة الله فذالك يعود الأيادي المسترخية. حيث لم تعد لنا الأيادي المشدّدة التي تشعر باحتياجها للرب. وذلك بسبب محبة العالم التي دخلت إلى قلوبنا ولمعت أمام أعيننا بما فيها من شهوة وحب الذات وتعظم المعيشة، فتحدّ هذه من إمكانيات الله التي وضعها فينا، مما أحدث إسترخاء في أيدينا وأبعد حياتنا عن أوقات الصلاة.
أن التجارب تقع على الجميع، مؤمنين كانوا أم أشرارًا، ولكن شتان ما بين تجارب الأشرار وتجارب المؤمنين! فَعن تجارب المؤمنين يقول الكتاب: "كثيرة هي بلايا الصدِّيق ومن جميعها ينجيه الرب". فهي مصحوبة بوعد بالنجاة، وأما عن تجارب الأشرار فيقول: "كثيرة هي نكبات الشرير أما الصديق فالرحمة تحيط به".
لقد تبدّلت أحزان يايرس وزوجته عندما دخل يسوع إلى بيتهما وأقام ابنتهما الميتة. وتبدّلت أحزان مرثا ومريم عندما أقام المسيح أخاهما لعازر بعدما كان له في القبر أربعة أيام. إن القلب الذي حل فيه المسيح بالإيمان لن يدخله الحزن أبدًا وإذا حدث أن عبر أحدنا في وادي البكاء سيتحوّل إلى ينبوع عزاء وأفراح.
أعلنَ ربنا يسوع المسيح حقيقة مجيدة في قوله "الحق الحق أقول لكم إنكم ستبكون وتنوحون والعالم يفرح. أنتم ستحزنون ولكن حزنكم يتحوّل إلى فرح". هذا الفرح هو فرح كامل وقلبي وأبدي، ولا يستطيع أحد أن ينزع هذا الفرح منا. وسيسمع كل منا صوت الرب يسوع المسيح قائلاً: ادخل إلى فرح سيدك.
كم نحتاج أن نصلّي صلاةً تدعم الإنسان تدعيمًا كليًا بقوة الله، وبمقتضاها نستطيع أن نواجه العالم ونتغلب على كل الضيقات والمشقات والآلام.