المسيح أعظم من الملائكة
يسوع المسيح، الابن الوحيد لله، أسمى وأعظم من الكل. {صَائِرًا أَعْظَمَ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ بِمِقْدَارِ مَا وَرِثَ اسْمًا أَفْضَلَ مِنْهُمْ.} (عب ١ : ٤)
الرب يسوع المسيح اسمه يفوق اسم كل الملائكة المخلوقة. فليس هؤلاء سوى خدام ومعاونين. أما هو (الابن)، إن الابن "أَعْظَم مِنَ الْمَلاَئِكَةِ" إذ أن له، بالميراث، وهذا لم ينلْه بتكرسه المخلص، بل هو حقٌ له بسبب علاقته بالآب منذ الأزل.
كما أن المسيح يظهر تفوقه على الملائكة لأنه غرض عبادتهم، في حين أنهم هم خدامه ومرسلوه. (مز ٩٧ : ٧) و(مت ٤ : ٦) {لأَنَّهُ لِمَنْ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ قَالَ قَطُّ:"أَنْتَ ابْنِي أَنَا الْيَوْمَ وَلَدْتُكَ"؟ وَأَيْضًا:"أَنَا أَكُونُ لَهُ أَبًا وَهُوَ يَكُونُ لِيَ ابْنًا"؟ وَأَيْضًا مَتَى أَدْخَلَ الْبِكْرَ إِلَى الْعَالَمِ يَقُولُ:"وَلْتَسْجُدْ لَهُ كُلُّ مَلاَئِكَةِ اللهِ".} (عب 1 :5-6) {ثُمَّ لِمَنْ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ قَالَ قَطُّ:"اجْلِسْ عَنْ يَمِينِي حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئًا لِقَدَمَيْكَ"؟ أَلَيْسَ جَمِيعُهُمْ أَرْوَاحًا خَادِمَةً مُرْسَلَةً لِلْخِدْمَةِ لأَجْلِ الْعَتِيدِينَ أَنْ يَرِثُوا الْخَلاَصَ!.} (عب 1 : 13-14)
لتسجد له كل ملائكة الله، وهذا لا يتحمل معنى آخر سوى كونه الله. فكل عبادة موجَّهة لغير الإله الحقيقي، ما هي إلا عبادة وثنية، أن الله يأمر هنا الملائكة بضرورة السجود للرب يسوع. إن لفظة البكر، قد تعني الأول من الناحية الزمنية (لو2: 7)، أو الأوَّل في المرتبة أو الكرامة (مز89: 27). وقد ورد ذكرها هنا بهذا المعنى الأخير، كما هي الحال أيضًا في (رومية 8: 29) و(كولوسي 1: 18،15).
كانت التعاليم الكاذبة، في العديد من الكنائس الأولى، تنادي بأنه لا يمكن الاقتراب إلى الله إلا من خلال الملائكة. فعوض عبادة الله مباشرةً اتجه أتباع هذه الهرطقات إلى السجود للملائكة. وتندّد الرسالة إلى العبرانيين بكل وضوح وجرأة بهذا التعليم الكاذب. وكان البعض يظنون أن يسوع هو رئيس ملائكة الله، إلا أنه ليس كذلك كما شُرح سابقاً. وعلى كل حال، فإن عبادة الناس للملائكة مرفوضة تماماً (انظر كو 2:18 ؛ رؤ 19:1-10). إن يسوع هو الله، وهو وحده المستحق لكل عبادة.
كما ورد أيضاً في (مز ١٠٤ : ٤) {الصَّانِعُ مَلاَئِكَتَهُ رِيَاحًا، وَخُدَّامَهُ نَارًا مُلْتَهِبَةً.} فالملائكة رسل الله، خلقهم الله، ويخضعون لسلطانه (كو 1:16). وللملائكة عدة وظائف، فهم يخدمون المؤمنين، ويحرسون الضعفاء (ارجع إلى مت 18:10, 11)، وينشرون رسالة الله (رؤ 14:6-12)، وينفذون قضاء الله (أع 12:1-23 ؛ رؤ 20:1-3).