موقع نور الإنجيل


مرحباً بكم

(يوحنا 1: 1)

فِي الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ، وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللهِ، وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللهَ.

تأملات في كلمة الله غذاء للحياة اليومية

اَللهُ، بَعْدَ مَا كَلَّمَ الآبَاء َبِالأَنْبِيَاءِ قَدِيمًا، بِأَنْوَاعٍ وَطُرُق كَثِيرَةٍ، كَلَّمَنَا فِي هذِهِ الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ فِي ابْنِهِ، الَّذِي جَعَلَهُ وَارِثًا لِكُلِّ شَيْءٍ، الَّذِي بِهِ أَيْضًا عَمِلَ الْعَالَمِينَ، الَّذِي، وَهُوَ بَهَاءُ مَجْدِهِ، وَرَسْمُ جَوْهَرِهِ، وَحَامِلٌ كُلَّ الأَشْيَاءِ بِكَلِمَةِ قُدْرَتِهِ، بَعْدَ مَا صَنَعَ بِنَفْسِهِ تَطْهِيرًا لِخَطَايَانَا، جَلَسَ فِي يَمِينِ الْعَظَمَةِ فِي الأَعَالِي. (عب1 : 1-3)

ما إن دخلت الخطيئة إلى العالم حتى أتى الله بالنعمة يسعى وراء الخاطئ، ولذلك ومن السؤال الأول: "آدم، أين أنت؟" وصولاً إلى التجسد، كان الله يكلم الإنسان. في أماكن عديدة وطرق مختلفة في أوقات سابقة، عرّف الله الناس على فكره من خلال رجال موحىً بهم من الله، وأنبياء كانوا "تكلموا مسوقين من الروح القدس". فقد تكلم الله مع إشعياء في رؤيا (إش 6) كما خاطب يعقوب في حلم (تك 28:10-22). أما إبراهيم وموسى فقد كلمهما شخصياً (تك 18 ؛ خر 31:18).
لم يعد يرسل الله رسولاً للإنسان ليعرّفَه على إرادته وليدعوه للعودة إليه، بل إن الله نفسه يخرج إلى الإنسان بالابن. هذا يشبه تماماً ما يتحدث عنه الرسول (يوحنا1 : 14 و18): "وَالْكَلِمَةُ صَارَ جَسَداً وَحَلَّ بَيْنَنَا وَرَأَيْنَا مَجْدَهُ مَجْداً كَمَا لِوَحِيدٍ مِنَ الآبِ مَمْلُوءاً نِعْمَةً وَحَقّاً". "اللَّهُ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ قَطُّ. اَلاِبْنُ الْوَحِيدُ الَّذِي هُوَ فِي حِضْنِ الآبِ هُوَ خَبَّرَ". فما عاد الله محتجباً أو بعيداً. لقد تواضع نازلاً إلى عالمه الخاص طالباً أولئك الذين ضلوا السبيل عنه، معلناً نفسه بكل قداسته اللامتناهية وبرّه وفي نفس الوقت بكل محبته وحنوه. في المسيح، أُنبئنا كلياً عن الله. وما من أحد يحتاج لأن يقول الآن:"أرنا الآب وكفى"، لأن الابن الأزلي السرمدي الذي صار إنساناً ليجعل الله معروفاً قد قال: "من رآني فقد رأى الآب. أنا والآب واحد". إنه لأمر في غاية الأهمية أن ندرك هذه الحقيقة الهائلة. الابن واحدٌ مع الآب ومع الروح (القدس). الجميع متساوون في الجوهر والسرمدية.
لا يتحدث يسوع المسيح بلسان الله فقط، بل إنه هو الله ذاته، الله الذي تحدث في العهد القديم. وهو أزلي أبدي، به خلق الله الآب العالم (يو 1:3 ؛ كو 1:16). وهو الإعلان الكامل لله ولن يجد الإنسان صورة لله أوضح من أن يتطلع إلى يسوع المسيح. إن يسوع المسيح هو التجسد الكامل لله.

المسيح هو الله المتجسد image

تأملات في كلمة الله غذاء للحياة اليومية

المسيح أعظم من الملائكة
يسوع المسيح، الابن الوحيد لله، أسمى وأعظم من الكل. {صَائِرًا أَعْظَمَ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ بِمِقْدَارِ مَا وَرِثَ اسْمًا أَفْضَلَ مِنْهُمْ.} (عب ١ : ٤)
الرب يسوع المسيح اسمه يفوق اسم كل الملائكة المخلوقة. فليس هؤلاء سوى خدام ومعاونين. أما هو (الابن)، إن الابن "أَعْظَم مِنَ الْمَلاَئِكَةِ" إذ أن له، بالميراث، وهذا لم ينلْه بتكرسه المخلص، بل هو حقٌ له بسبب علاقته بالآب منذ الأزل.
كما أن المسيح يظهر تفوقه على الملائكة لأنه غرض عبادتهم، في حين أنهم هم خدامه ومرسلوه. (مز ٩٧ : ٧) و(مت ٤ : ٦) {لأَنَّهُ لِمَنْ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ قَالَ قَطُّ:"أَنْتَ ابْنِي أَنَا الْيَوْمَ وَلَدْتُكَ"؟ وَأَيْضًا:"أَنَا أَكُونُ لَهُ أَبًا وَهُوَ يَكُونُ لِيَ ابْنًا"؟ وَأَيْضًا مَتَى أَدْخَلَ الْبِكْرَ إِلَى الْعَالَمِ يَقُولُ:"وَلْتَسْجُدْ لَهُ كُلُّ مَلاَئِكَةِ اللهِ".} (عب 1 :5-6) {ثُمَّ لِمَنْ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ قَالَ قَطُّ:"اجْلِسْ عَنْ يَمِينِي حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئًا لِقَدَمَيْكَ"؟ أَلَيْسَ جَمِيعُهُمْ أَرْوَاحًا خَادِمَةً مُرْسَلَةً لِلْخِدْمَةِ لأَجْلِ الْعَتِيدِينَ أَنْ يَرِثُوا الْخَلاَصَ!.} (عب 1 : 13-14)
لتسجد له كل ملائكة الله، وهذا لا يتحمل معنى آخر سوى كونه الله. فكل عبادة موجَّهة لغير الإله الحقيقي، ما هي إلا عبادة وثنية، أن الله يأمر هنا الملائكة بضرورة السجود للرب يسوع. إن لفظة البكر، قد تعني الأول من الناحية الزمنية (لو2: 7)، أو الأوَّل في المرتبة أو الكرامة (مز89: 27). وقد ورد ذكرها هنا بهذا المعنى الأخير، كما هي الحال أيضًا في (رومية 8: 29) و(كولوسي 1: 18،15).
كانت التعاليم الكاذبة، في العديد من الكنائس الأولى، تنادي بأنه لا يمكن الاقتراب إلى الله إلا من خلال الملائكة. فعوض عبادة الله مباشرةً اتجه أتباع هذه الهرطقات إلى السجود للملائكة. وتندّد الرسالة إلى العبرانيين بكل وضوح وجرأة بهذا التعليم الكاذب. وكان البعض يظنون أن يسوع هو رئيس ملائكة الله، إلا أنه ليس كذلك كما شُرح سابقاً. وعلى كل حال، فإن عبادة الناس للملائكة مرفوضة تماماً (انظر كو 2:18 ؛ رؤ 19:1-10). إن يسوع هو الله، وهو وحده المستحق لكل عبادة.
كما ورد أيضاً في (مز ١٠٤ : ٤) {الصَّانِعُ مَلاَئِكَتَهُ رِيَاحًا، وَخُدَّامَهُ نَارًا مُلْتَهِبَةً.} فالملائكة رسل الله، خلقهم الله، ويخضعون لسلطانه (كو 1:16). وللملائكة عدة وظائف، فهم يخدمون المؤمنين، ويحرسون الضعفاء (ارجع إلى مت 18:10, 11)، وينشرون رسالة الله (رؤ 14:6-12)، وينفذون قضاء الله (أع 12:1-23 ؛ رؤ 20:1-3).
المسيح أعظم من الملائكة image

تأملات في كلمة الله غذاء للحياة اليومية

نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ مَنْ وُلِدَ مِنَ اللهِ لاَ يُخْطِئُ، بَلِ الْمَوْلُودُ مِنَ اللهِ يَحْفَظُ نَفْسَهُ، وَالشِّرِّيرُ لاَ يَمَسُّهُ. (1يو 5 : 18)
المؤمن الحقيقي الذي يجاهد أن يحفظ نفسه بواسطة طبيعته الجديدة التي من الله. فإن هذا الإنسان وحده يسلم، ولا يصيبه الشرير بأي أذى.
إن المسيحيين يرتكبون, طبعاً, بعض الزلات والسقطات, لكنهم يطلبون من الله أن يغفر لهم, ثم يستمرون بعد ذلك في خدمته. فقد حررهم الله من عبوديتهم للشيطان, كما أنه يحفظهم في أمان من هجوم الشيطان المتواصل عليهم.
إن لم يأت الإنسان إلى الرب يسوع المسيح بالإيمان فلا اختيار أمامه سوى أن يكون ضمن طاعة الشيطان والخضوع له. فليس هناك حل وسط. فإما أن ينتمي الإنسان إلى الله ويطيعه أو أن يحيا تحت سيطرة عبودية الشيطان.
الإنتماء لله image

تأملات في كلمة الله غذاء للحياة اليومية

كُلُّ مَنْ هُوَ مَوْلُودٌ مِنَ اللهِ لاَ يَفْعَلُ خَطِيَّةً، لأَنَّ زَرْعَهُ يَثْبُتُ فِيهِ، وَلاَ يَسْتَطِيعُ أَنْ يُخْطِئَ لأَنَّهُ مَوْلُودٌ مِنَ اللهِ. (1يو 3 : 9)

عندما يسكن الروح القدس فينا، ويعطينا حياة جديدة, هي ولادة ثانية, حيث ننال لقباً جديداً مبنياً على موت المسيح لأجلنا. ويعطينا الله الغفران ويقبلنا قبولاً تاماً. كما أن الروح القدس يهبنا قلوباً جديدة وأذهاناً جديدة, ويحيا فينا.
المؤمن، بإمكانه أن لا يخطئ، إذا سار حسب مبدأ الطبيعة الجديدة. {اُصْحُوا لِلْبِرِّ وَلاَ تُخْطِئُوا، لأَنَّ قَوْمًا لَيْسَتْ لَهُمْ مَعْرِفَةٌ بِاللهِ. أَقُولُ ذلِكَ لِتَخْجِيلِكُمْ!} (كورنثوس الاولى 15 : 34)، {اِغْضَبُوا وَلاَ تُخْطِئُوا. لاَ تَغْرُبِ الشَّمْسُ عَلَى غَيْظِكُمْ،} (أفسس 4 : 26)، {يَا أَوْلاَدِي، أَكْتُبُ إِلَيْكُمْ هذَا لِكَيْ لاَ تُخْطِئُوا. وَإِنْ أَخْطَأَ أَحَدٌ فَلَنَا شَفِيعٌ عِنْدَ الآبِ، يَسُوعُ الْمَسِيحُ الْبَارُّ.} (يوحنا الاولى 2 : 1)
لكنه يخطئ إذا لم يسهر وتغافل فيظهر شيء من ثمار الطبيعة القديمة.
المؤمن في الطبيعة الجديدة تكون الخطيئة مرفوضة عنده تماماً ولكن إذا نعس وسها يمكن يَزلّ. ولكنه يقوم {أَيُّهَا الإِخْوَةُ، إِنِ انْسَبَقَ إِنْسَانٌ فَأُخِذَ فِي زَلَّةٍ مَا، ...}(غل 6 : 1)
{لاَ تَشْمَتِي بِي يَا عَدُوَّتِي، إِذَا سَقَطْتُ أَقُومُ...} (مي 7 : 8)
المؤمن والخطيئة image

تأملات في كلمة الله غذاء للحياة اليومية

أنتم من الله أيها المؤمنين المتواضعين وقد غلبتم الشرير بالذي فيكم أي الروح القدس أعظم من الذي في العالم. الروح القدس فينا يعلمنا ويرشدنا ولنا به الغلبة على كل ما في العالم. فجميع الذين وُلدوا حقًا من الله، يقبلون تعليم الرسل، لأن الرسل قد تكلموا بكلام الله

عندما يكون المؤمن أمينا لله في تعليمه أي ينادي بكلمة الله بأمانة، فإن أول شيء سيواجهه هو عدم رضى العالم عليه وتقييمه بشكل سلبي، فلن يكتسب شعبية، ولن ينال محبة العالم. فالناس لا يريدون أن يستمعوا إلى التنديد بخطاياهم. ولا يريدون الإستماع إلى من يطالبهم بتغيير حياتهم.
بينما نلاحظ أن المعلِّمون الكذبة لهم شعبية كبيرة لأن مصدر ومنبع كل ما يتكلَّمون به من تعليم هي من العالم لهذا نرى العالم يسمع لهم، لأنهم يقولون للشعب ما يريد الشعب أن يسمعه.
أما المؤمنين المتواضعين بإستطاعتهم أن يغلبوا هؤلاء المعلِّمين الكذبة، لأن الروح القدس في داخلهم، وكل من يعرف الله يسمع لهم ويعرف أن كلامهم من الله، أما الذي ليس من الله فلا يسمع لهم.

الروح القدس فينا ولنا به الغلبة على العالم image

تأملات في كلمة الله غذاء للحياة اليومية

وَلكِنْ بِدُونِ إِيمَانٍ لاَ يُمْكِنُ إِرْضَاؤُهُ، لأَنَّهُ يَجِبُ أَنَّ الَّذِي يَأْتِي إِلَى اللهِ يُؤْمِنُ بِأَنَّهُ مَوْجُودٌ، وَأَنَّهُ يُجَازِي الَّذِينَ يَطْلُبُونَهُ. (عب 11 : 6)
إن الإيمان بوجود الله ليس إنجاز عظيم. لأنه حتى الشياطين يؤمنون ويقشعرون (يع 2:19, 20).
الله لا يرضى عن الإيمان بديلاً, وضعَ الكتاب المقدس تعريفًا للإيمان فقال: { وَأَمَّا الإِيمَانُ فَهُوَ الثِّقَةُ بِمَا يُرْجَى وَالإِيقَانُ بِأُمُورٍ لاَ تُرَى. } (عب 11: 1) وبمعنى آخر مبسط: الإيمان هو "التصديق".
بدون إيمان لا يمكن إرضاؤه. لا يمكن لأي شيء من الأعمال الصالحة أن تعوِّض عن الإيمان الحقيقي، وكل إنسان يرفض أن يؤمن بالله، يدعوه كاذباً. من لا يصدِّق الله فقد جعله كاذباً (1يو5: 10)، وكيف يرضى الله على شعب يدعونه كاذبًا؟ الإيمان هو الأمر الوحيد الذي به يعرف الإنسان عظمة محبة الله، وبه يعرف الإنسان حجمه أيضًا.
لا يكفي أن تعترف بوجود الله، ينبغي عليك إقامة علاقة حب وعشرة مع الله فتتغيّر حياتك. من يتطلع بجدية نحو الله سيجد مكافأته في وجوده معه، وقد نتساءل أحياناً عن مصير من لم يسمع بالمسيح، أو من ليس لديه كتاب مقدس، يقرأه. إلا أن الله يؤكد لنا أن كل من يطلبه بأمانة، ومن يعمل بالإيمان على معرفة الله، سينال المجازاة. فعندما تتكلم مع الآخرين عن أخبار الله السارة حاول أن تشجعهم على أن يظلوا أمناء ومجتهدين في سعيهم نحو الحق. ومن يسمع الإنجيل يصبح مسؤولاً عما سمع كما ذُكر في الاصحاح الأول من رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل كورنثوس.
بدون ايمان لا يمكن ارضاؤه image

تأملات في كلمة الله غذاء للحياة اليومية

لاَ يَذُمَّ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُّهَا الإِخْوَةُ. الَّذِي يَذُمُّ أَخَاهُ وَيَدِينُ أَخَاهُ يَذُمُّ النَّامُوسَ وَيَدِينُ النَّامُوسَ. وَإِنْ كُنْتَ تَدِينُ النَّامُوسَ، فَلَسْتَ عَامِلاً بِالنَّامُوسِ، بَلْ دَيَّانًا لَهُ. (يع ٤ : ١١)
لقد لخّص الرب يسوع الشريعة في محبة الله ومحبة القريب (مت 22:37-40). ويقول بولس إن من أحب غيره أكمل الشريعة (رو 13:6-10). وعندما نفشل في أن نحب، نكسر شريعة الله بالفعل.
الله يدين المخطئ ويدين الذي يذم أخاه، والذي يئن على أخيه، ويقول الرسول بولس {مَنْ أَنْتَ الَّذِي تَدِينُ عَبْدَ غَيْرِكَ؟ هُوَ لِمَوْلاَهُ يَثْبُتُ أَوْ يَسْقُطُ. وَلكِنَّهُ سَيُثَبَّتُ، لأَنَّ اللهَ قَادِرٌ أَنْ يُثَبِّتَهُ.} (رو ١٤ : ٤) { لاَ شَيْئًا بِتَحَزُّبٍ أَوْ بِعُجْبٍ، بَلْ بِتَوَاضُعٍ، حَاسِبِينَ بَعْضُكُمُ الْبَعْضَ أَفْضَلَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ.} (في ٢ : ٣) {لاَ يَئِنَّ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ أَيُّهَا الإِخْوَةُ لِئَلاَّ تُدَانُوا. هُوَذَا الدَّيَّانُ وَاقِفٌ قُدَّامَ الْبَابِ.} (يع ٥ : ٩)
فالمفروض أن لا نذم ولا ندين ولا نئن على الآخرين، يقول الناموس تحب قريبك كنفسك،  الذي يذم أخاه كأنه يقول أنه أحسن منه ويضع نفسه في مستوى أعلى منه وهو بذلك يخالف الناموس، فالذي يذم أخاه ويدينه يذم الناموس ويدينه وإن كنت تدين الناموس فأنت لست عاملاً به. إذا جلسنا على كرسي القضاء لإدانة الآخرين نغتصب حق الرب في إجراء الدينونة.
إن الرب هو الذي وضع الناموس وهو الذي سيدين على أساسه. فمن إذًا، لديه الجرأة على اغتصاب مكان الله، إذ يدين غيره؟
فافحص سلوكك وأفعالك نحو الآخرين، هل تبني الناس أم تهدمهم؟ وعندما تتأهب لنقد غيرك تذكّر وصية الله عن المحبة. وبدل النقد تحدث بالصلاح عمن تنتقده. فإذا جعلت ذلك إحدى عاداتك سيتلاشى ميولك نحو اكتشاف أخطاء الآخرين، وتتزايد قدرتك على طاعة وصية الله.
يقول الناموس تحب قريبك كنفسك image

تأملات في كلمة الله غذاء للحياة اليومية

فَمَنْ يَعْرِفُ أَنْ يَعْمَلَ حَسَنًا وَلاَ يَعْمَلُ، فَذلِكَ خَطِيَّةٌ لَهُ. (يع 4 : 17)
ليس عمل الشيء الرديء فقط خطية، إنما عدم عمل الحسن كذلك خطية. فليس عدم عمل الحسن تقصيراً إنما خطية.
فالخطيئة في نظر الله ليست هي الشر الشنيع فحسب كما يعتقد البعض، بل هي أيضاً مجرد الانحراف عن كمال الله، سواء أكان هذا الانحراف بالاتجاه إلى الشر أو بالتقصير في عمل الخير.
وقصة الغني ولعازر هي مثال واضح، فقد كان ذلك الرجل غنياً يلبس الأرجوان والبز، ويتنعم كل يوم مترفهاً، وكان عند بابه لعازر الذي كان مضروباً بالقروح، وكان لعازر في حالته التي تدعو للعطف والرثاء، امتحاناً حياً لمشاعر ذلك الغني، وفرصة لإظهار أرق عواطفه الإنسانية، لكن الغني كان أنانياً، فلم يهتم بلعازر المريض ولم يرسل له طعاماً، والواقع أن الكلاب كانت أفضل منه وأرق في شعورها "فكانت تأتي وتلحس قروح ذلك المسكين" لقد كان في وسع الرجل أن يفعل حسناً ولكنه لم يفعل، وهذه كانت خطيته.
ومثال آخر, الكذب خطية ولكن إن عرفت الحق ولم تنطق به فهذا خطية أيضاً. وإن تحدثت بالشر عن الآخرين فذاك خطية، ولكن إن تجنبت من تعرف أنه محتاج إلى صداقتك فذاك خطية أيضاً. فينبغي أن نكون مستعدين لتعضيد الآخرين حسب إرشاد الروح القدس، كما ينبغي أيضاً أن نصلي كي لا نقع في خطية إهمال عمل ما هو صواب.
لذلك إن كان أمامك فرصة أن تعمل حسناً فإغتنمها ولا تعمل حساب الذات أو التضحية أو الخجل. وإن كانت هناك كلمة في محلها قُلها ولا تتردد لأننا بعد أن تفوت الفرصة سنندم قائلين ليتنا قلنا أو فعلنا هذا.
عدم عمل الخير خطية أيضاً image

تأملات في كلمة الله غذاء للحياة اليومية

لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَتَنَاوَلُ اللَّبَنَ هُوَ عَدِيمُ الْخِبْرَةِ فِي كَلاَمِ الْبِرِّ لأَنَّهُ طِفْلٌ، وَأَمَّا الطَّعَامُ الْقَوِيُّ فَلِلْبَالِغِينَ، الَّذِينَ بِسَبَبِ التَّمَرُّنِ قَدْ صَارَتْ لَهُمُ الْحَوَاسُّ مُدَرَّبَةً عَلَى التَّمْيِيزِ بَيْنَ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ. (عب 5 : 13-14)
إن المؤمنين الذين يعيشون على اللبن، هم عديمو الخبرة في كلام البر. إنهم سامعون للكلمة غير عاملين بها. وهم يفقدون ما لا يستخدمونه، وهكذا يستمرون في حالة من الطفولة الدائمة. يعوزهم إحساس حاد لتمييز الأمور الروحية، وهم بالتالي مضطربون ومحمولون بكل ريح تعليم، بحيلة الناس، بمكر إلى مكيدة الضلال {كَيْ لاَ نَكُونَ فِي مَا بَعْدُ أَطْفَالاً مُضْطَرِبِينَ وَمَحْمُولِينَ بِكُلِّ رِيحِ تَعْلِيمٍ، بِحِيلَةِ النَّاسِ، بِمَكْرٍ إِلَى مَكِيدَةِ الضَّلاَلِ.} (أف ٤ : ١٤)
الإنسان المنشغل والمهموم بالعالم عن الله وحياته الروحية, يفقد رؤيته وحواسه, أما الإنسان الذي تدربت حواسه الروحية على الإنجيل والنعمة يثبت وجهه نحو السماء بقيادة الروح القدس.
إن قدرتنا على التغذي بأمور الله العميقة تتحدد بنمونا الروحي. فكثيراً ما نسعى إلى وليمة الله قبل أن نصبح قادرين، روحياً، على هضمها. وكلما نما المؤمن في الرب وجد أنه يتغذى على مائدته بصورة أكبر.
ما يفتح حواسنا الروحية على السماء هو الروح القدس. وما يغلق حواسنا الروحية هي الخطية. ومن تكون حواسه الروحية المنفتحة على السماء مدربة يكون حياً روحياً أي الروح القدس جدد طبيعته فصار حياً أمام الله. والعكس من لم يستجب لعمل الروح القدس وظلت حواسه الروحية ميتة وغير عاملة يقول عنه الإنجيل "لك اسم أنك حي (فحواسك الجسدية تعمل) وأنت ميت (روحياً"(
فالطعام الروحي القوي هو للبالغين، الذين بسبب التمرن قد صارت لهم الحواس مدربة على التمييز بين الخير والشر. فيطيع هؤلاء النور الذي يحصلون عليه من كلمة الله، يتمكنون بذلك من الحكم في الأمور روحيًا، وهكذا ينقذون أنفسهم من مخاطر الضلال.
الطعام الروحي image

تأملات في كلمة الله غذاء للحياة اليومية

لاَ تَضِلُّوا! اَللهُ لاَ يُشْمَخُ عَلَيْهِ. فَإِنَّ الَّذِي يَزْرَعُهُ الإِنْسَانُ إِيَّاهُ يَحْصُدُ أَيْضًا. (غل ٦ : ٧)
لا تخطئوا الهدف, لا يمكن لأحد أن يخدع الله فيحصل على بركات الله وهو يحيا في الخطية.
إننا نحصد ما نزرع، «الحارثين إثمًا والزارعين شقاوة يحصدونها» (أي4: 8)، وأنَّ «الذين يزرعون الريح يحصدون الزوبعة» (هو8: 7)
كل ما يُزرع في الخفاء في بطن الأرض ها هي الأرض تُنبته وتجعله يخرج ويرتفع ويعلن تماماً نوعية ما زُرع. ، إنك تحصد ماتزرع، فلكل عمل نتائجه، فإذا زرعت لإشباع شهواتك، فلابد أن تحصد محصولاً من الحزن والشر،  ومن يزرع كبرياء لا يحصد سوى المرار, أما إذا زرعت لإرضاء الله، فستحصد فرحاً وحياة أبدية, {هذَا وَإِنَّ مَنْ يَزْرَعُ بِالشُّحِّ فَبِالشُّحِّ أَيْضًا يَحْصُدُ، وَمَنْ يَزْرَعُ بِالْبَرَكَاتِ فَبِالْبَرَكَاتِ أَيْضًا يَحْصُدُ.} (2 كو 9: 6)
كم من المهم إذاً نحن المؤمنين أن نسلك بحذر أمام الله، فالعمل المسيحي ليس شراءً وبيعًا بل زراعة وحصادًا، إذ يليق بنا أن نزرع الكلمة الحية.
إننا نحصد ما نزرع image

تأملات في كلمة الله غذاء للحياة اليومية

مَنْ لَيْسَ مَعِي فَهُوَ عَلَيَّ، وَمَنْ لاَ يَجْمَعُ مَعِي فَهُوَ يُفَرِّقُ. (مت ١٢ : ٣٠)
مازالت حربنا ضد إبليس قائمة ولم تنتهي بعد لأن إبليس لم يلقى في بحيرة النار والكبريت بعد، وفي هذه الحرب لا يوجد طرف حيادي إما أن نكون مع المسيح ضد إبليس أو أن نكون مع إبليس ضد المسيح، (إما أن نكون أولاداً لله أو نكون أولاداً لإبليس) 
{حِينَئِذٍ أُحْضِرَ إِلَيْهِ مَجْنُونٌ أَعْمَى وَأَخْرَسُ فَشَفَاهُ، حَتَّى إِنَّ الأَعْمَى الأَخْرَسَ تَكَلَّمَ وَأَبْصَرَ فَبُهِتَ كُلُّ الْجُمُوعِ وَقَالُوا:"أَلَعَلَّ هذَا هُوَ ابْنُ دَاوُدَ؟" أَمَّا الْفَرِّيسِيُّونَ فَلَمَّا سَمِعُوا قَالُوا:"هذَا لاَ يُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ إِلاَّ بِبَعْلَزَبولَ رَئِيسِ الشَّيَاطِينِ".} (مت 12 : 22-24)
وهنا نجد موقف الفريسيين المليء بالتجديف أنهم لم يكونوا مع المسيح، بل كانوا ضدّه وبرفضهم أن يحصدوا معه، كانوا يحاولون تضليل الناس عن عمل الله ومحبته العظيمة لقد اتهموا الرب يسوع بأنه يخرج الشياطين بقوة إبليس، فيما كانوا هم في الواقع خدّامًا لإبليس، ويطلبون أن يفشّلوا عمل الله.
الذي يجمع بدون المسيح مهما جمع فهو يفرق فالمسيح واحد وكنيسته واحدة وكل جمع بدونه سيكون خارج الكنيسة الواحدة والمسيح أتى ليرد الناس لله والفريسيين كانوا بكلامهم يفرقون الناس عن الرب يسوع لذلك هم مع الشيطان ضد الله.
من لا يجمع معي فهو يفرق image

تأملات في كلمة الله غذاء للحياة اليومية

طُوبَى لِلرَّجُلِ الَّذِي يَحْتَمِلُ التَّجْرِبَةَ، لأَنَّهُ إِذَا تَزَكَّى يَنَالُ "إِكْلِيلَ الْحَيَاةِ" الَّذِي وَعَدَ بِهِ الرَّبُّ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَهُ. (يع ١ : ١٢)
رجال الله الحقيقيين هم الذين يتخرجون من مدرسة التجارب العملية منتصرين { أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ الَّذِينَ يَرْكُضُونَ فِي الْمَيْدَانِ جَمِيعُهُمْ يَرْكُضُونَ، وَلكِنَّ وَاحِدًا يَأْخُذُ الْجَعَالَةَ؟ هكَذَا ارْكُضُوا لِكَيْ تَنَالُوا.} (1كو ٩ : ٢٤)
وهم الذين يكسبون النفوس للمسيح تاركين ملذات الدنيا ويتبعون المسيح {فَقَالَ بُطْرُسُ:"هَا نَحْنُ قَدْ تَرَكْنَا كُلَّ شَيْءٍ وَتَبِعْنَاكَ".} (لو ١٨ : ٢٨) وكل إهتمامهم الرب يسوع المسيح فينالون إكليل الحياة الذي هو نصيب المحبين.
رجال الله الحقيقيين image

تأملات في كلمة الله غذاء للحياة اليومية

أَيُّهَا الإِخْوَةُ، إِنِ انْسَبَقَ إِنْسَانٌ فَأُخِذَ فِي زَلَّةٍ مَا، فَأَصْلِحُوا أَنْتُمُ الرُّوحَانِيِّينَ مِثْلَ هذَا بِرُوحِ الْوَدَاعَةِ، نَاظِرًا إِلَى نَفْسِكَ لِئَلاَّ تُجَرَّبَ أَنْتَ أَيْضًا، احْمِلُوا بَعْضُكُمْ أَثْقَالَ بَعْضٍ، وَهكَذَا تَمِّمُوا نَامُوسَ الْمَسِيحِ، لأَنَّهُ إِنْ ظَنَّ أَحَدٌ أَنَّهُ شَيْءٌ وَهُوَ لَيْسَ شَيْئًا، فَإِنَّهُ يَغُشُّ نَفْسَهُ.(غل 6 : 1-3) 

لا يظن أحد أنه مستقل تماماً ولا حاجة به إلى معاونة الآخرين له، ولا يشعر أحد أنه يمكنه أن يستغني عن معاونة الآخرين له، فإن جسد المسيح، الكنيسة الجامعة في كل العالم، لا يعمل جيداً إلا متى عمل الأعضاء معاً لخير كل الجسد.
إن ناموس المسيح هو ناموس المحبة، والمحبة تتطلب أن نساعد الآخرين في محنتهم وأن نشاركهم الأحمال والأثقال، إن ظنّ أحدٌ أنه أسمى من هكذا خدمةٍ وأن هذا لا يتناسب مع كرامته، فإنه إنما يُظهرُ ضآلته ذاته، "لأَنَّهُ إِنْ ظَنَّ أَحَدٌ أَنَّهُ شَيْءٌ وَهُوَ لَيْسَ شَيْئاً، فَإِنَّهُ يَغِشُّ نَفْسَهُ".

روح الوداعة image

تأملات في كلمة الله غذاء للحياة اليومية

لأَنَّ كُلَّ النَّامُوسِ فِي كَلِمَةٍ وَاحِدَةٍ يُكْمَلُ:"تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ"، فَإِذَا كُنْتُمْ تَنْهَشُونَ وَتَأْكُلُونَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا، فَانْظُرُوا لِئَلاَّ تُفْنُوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا.(غل 5 : 14-15)

الروح القدس الذي يسكن في كل مؤمن هو روح محبة، وإن الطبيعة الجديدة هي طبيعة قد غرسها الله بنفسه، فالله محبة وبذلك فمن الطبيعي أن تحب في الطبيعة الجديدة. عندما تجد أخاك المؤمن يسلك بطريقة ليس فيها محبة، ولا يكون لطيفاً في تعامله، يمكن نعتبر أن تلك هي الطبيعة القديمة وليست الطبيعة الجديدة، وهي التي تتسلط عليه في تلك اللحظة. ليتنا نسلك في المحبة لكي يتمجد المسيح في جميع طرقنا!
عندما لا يكون دافعنا هو المحبة، نصبح نقَّاداً للآخرين, نكف عن رؤية ما هو صالح فيهم، ولا نرى إلا أخطاءهم وسرعان ما تتحطم وحدة المؤمنين، فهل تحدثت عن إنسان آخر من وراء ظهره. هل ركزت نظرك على نقط الضعف في الآخرين عوضاً عن نقط القوة فيهم؟ اذكر وصية الرب يسوع بأن نحب الآخرين كما نحب أنفسنا (مت 22:39). عندما تحس بأنك تنقد الآخرين، أكتب قائمة بالصفات الإيجابية في ذلك الشخص, ولا تقل شيئاً من وراء ظهره لا تستطيع أن تقوله في مواجهته.

تحب قريبك كنفسك image

تأملات في كلمة الله غذاء للحياة اليومية

اَلْمَحَبَّةُ فَلْتَكُنْ بِلاَ رِيَاءٍ. كُونُوا كَارِهِينَ الشَّرَّ، مُلْتَصِقِينَ بِالْخَيْرِ. وَادِّينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا بِالْمَحَبَّةِ الأَخَوِيَّةِ، مُقَدِّمِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا فِي الْكَرَامَةِ. (رو 12 : 9-10)
المحبة أساس المسيحية فلا فائدة من المواهب وجميع الخصال الحميدة بدون المحبة (كورنثوس الأولى 13), الله محبة وأولاد الله أهم صفاتهم المحبة حيث أنها من علامات الولادة الثانية {نَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّنَا قَدِ انْتَقَلْنَا مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ، لأَنَّنَا نُحِبُّ الإِخْوَةَ. مَنْ لاَ يُحِبَّ أَخَاهُ يَبْقَ فِي الْمَوْتِ.} (1يو ٣ : ١٤)
والمحبة الأخوية جميلة جداً عندما تكون بلا رياء والمحبة تحب الخير وتكره كل أعمال الحقد والخبث {وَلاَ تَفْرَحُ بِالإِثْمِ بَلْ تَفْرَحُ بِالْحَقِّ،} (1كو ١٣ : ٦)
يجب أن نتسابق على أظهار لبعضنا البعض المحبة التي في القلب لتزيد المحبة وتصبح متبادلة ويسعى كل شخص لتكريم قريبه وإعطاء الكرامة وليس طلب الكرامة لنفسه فقط.
المحبة أساس المسيحية image

تأملات في كلمة الله غذاء للحياة اليومية

لأَنَّنَا إِنْ عِشْنَا فَلِلرَّبِّ نَعِيشُ، وَإِنْ مُتْنَا فَلِلرَّبِّ نَمُوتُ. فَإِنْ عِشْنَا وَإِنْ مُتْنَا فَلِلرَّبِّ نَحْنُ. (رو ١٤ : ٨)
صحيح نحن نهتم بأنفسنا في الحياة ولكن الرب يسوع الذي معنا كل الأيام وإلى انقضاء الدهر، هو يهتم بنا أكثر منا حسب مشيئته الصالحة والحكيمة، الرب مات لأجلنا واشترانا بدمه وأصبحنا له، فليس لنا حق أن نعيش لأنفسنا كما يحلو لنا ونحن مديونين له بحياتنا {أَمْ لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ جَسَدَكُمْ هُوَ هَيْكَلٌ لِلرُّوحِ الْقُدُسِ الَّذِي فِيكُمُ، الَّذِي لَكُمْ مِنَ اللهِ، وَأَنَّكُمْ لَسْتُمْ لأَنْفُسِكُمْ؟، لأَنَّكُمْ قَدِ اشْتُرِيتُمْ بِثَمَنٍ. فَمَجِّدُوا اللهَ فِي أَجْسَادِكُمْ وَفِي أَرْوَاحِكُمُ الَّتِي هِيَِللهِ.} (1كو 6 : 19-20)
المسيح مات لأجل جميع الناس كي يعيش الأحياء، أي المؤمنون الذين كانوا أمواتاً وآمنوا بالمسيح ونالوا الحياة وصاروا أحياء، كي يعيشوا فيما بعد هنا على الأرض حياة جديدة تماماً ونقية. فقبلاً كانوا أمواتاً بالذنوب والخطايا وأصبحوا أحياء لله، {وَهُوَ مَاتَ لأَجْلِ الْجَمِيعِ كَيْ يَعِيشَ الأَحْيَاءُ فِيمَا بَعْدُ لاَ لأَنْفُسِهِمْ، بَلْ لِلَّذِي مَاتَ لأَجْلِهِمْ وَقَامَ.} (2كو ٥ : ١٥)
فنحيا في الجسد حياة الإيمان، إيمان ابن الله الذي أحبنا وأسلم نفسه لأجلنا {مَعَ الْمَسِيحِ صُلِبْتُ، فَأَحْيَا لاَ أَنَا، بَلِ الْمَسِيحُ يَحْيَا فِيَّ. فَمَا أَحْيَاهُ الآنَ فِي الْجَسَدِ، فَإِنَّمَا أَحْيَاهُ فِي الإِيمَانِ، إِيمَانِ ابْنِ اللهِ، الَّذِي أَحَبَّنِي وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِي.} (غل ٢ : ٢٠).
ان عشنا فللرب نعيش image

تأملات في كلمة الله غذاء للحياة اليومية

وَأَقُولُ لَكُمْ أَيْضًا: إِنَّ مُرُورَ جَمَل مِنْ ثَقْب إِبْرَةٍ أَيْسَرُ مِنْ أَنْ يَدْخُلَ غَنِيٌّ إِلَى مَلَكُوتِ اللهِ!". (مت ١٩ : ٢٤)
هذا المثل الذي قاله الرب يسوع إنما يدل على إستحالة دخول الغني ملكوت الله وفي كل تاريخ المسيحية غالباً ما نرى أن الفقراء بالمال في هذا العالم هم الذين كانوا أغنياء بالإيمان، {اسْمَعُوا يَا إِخْوَتِي الأَحِبَّاءَ: أَمَا اخْتَارَ اللهُ فُقَرَاءَ هذَا الْعَالَمِ أَغْنِيَاءَ فِي الإِيمَانِ، وَوَرَثَةَ الْمَلَكُوتِ الَّذِي وَعَدَ بِهِ الَّذِينَ يُحِبُّونَهُ؟} (يع ٢ : ٥)
ويعسر أن يدخل غنيّ إلى ملكوت الله لأنه غالبًا ما يصبح الغنى صَنمًا في حياة الغني لأنّه من الصعب امتلاك المال بغير الاتكال عليه {"لاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَخْدِمَ سَيِّدَيْنِ، لأَنَّهُ إِمَّا أَنْ يُبْغِضَ الْوَاحِدَ وَيُحِبَّ الآخَرَ، أَوْ يُلاَزِمَ الْوَاحِدَ وَيَحْتَقِرَ الآخَرَ. لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَخْدِمُوا اللهَ وَالْمَالَ.} (مت ٦ : ٢٤)
وغالبا مايأتي الغنى من محبة المال {لأَنَّ مَحَبَّةَ الْمَالِ أَصْلٌ لِكُلِّ الشُّرُورِ، الَّذِي إِذِ ابْتَغَاهُ قَوْمٌ ضَلُّوا عَنِ الإِيمَانِ، وَطَعَنُوا أَنْفُسَهُمْ بِأَوْجَاعٍ كَثِيرَةٍ.} (١تيمو ٦ : ١٠) فمحبة المال (محبة جمع المال) تجُر إلى شرور كثيرة شر وراء شر. في سبيل محبة المال قد يكذب الشخص وقد يغش ويضغط على ضميره إلى غير ذلك من الشرور.
ويوجد بعض النماذج في حياتنا هذه، من يتكلم عن الأمور الروحية ويكون غني ومظاهرالترف لا تفارقه أبداً ولا يتكلم بالأمور الروحية كذلك إلا مع من كان على شاكلته من الأغنياء، ظناً منه أنه ربح الدنيا والأخرة!.
ويوجد أيضاً من يكون ذو أموال طائلة ولكن لا يعترف بنفسه أنه غني! حيث عندما يقارن نفسه مثلاً بمالك أكبر شركة تأمين بالعالم، فيظن نفسه فقيراً أمامه ولكنه غني بالنسبة لمجتمعه، بذلك لا يعترف بأنه غني، لعدم تقديره الصحيح لمعايير الغنى من شدة حبه للمال.
ويوجد من أصبح غني مادياً من التجارة بالدين فالكثير من الكنائس تفتقر للروح القدس وأصبحت بيت تجارة ومغارة لصوص.
وينطبق على هؤلاء جميعا قول الإنجيل {...أَنَّ لَكَ اسْمًا أَنَّكَ حَيٌّ وَأَنْتَ مَيْتٌ.} (رؤ ٣ : ١)

الرب يحب الفقراء وقارن نفسه بهم {تُصَدِّقُ مِنْ مَالِكَ وَ لا تُحَوِّلْ وَجْهَكَ عَنْ فَقِيْرٍ وَ حِيْنَئِذٍ فَوَجَّهَ الْرَّبُّ لا يَحُوْلُ عَنْكَ} (طو ٤ : ٧)
{لأَنَّ الْفُقَرَاءَ مَعَكُمْ فِي كُلِّ حِينٍ، وَأَمَّا أَنَا فَلَسْتُ مَعَكُمْ فِي كُلِّ حِينٍ.} (مت ٢٦ : ١١)
{قَالَ لَهُ يَسُوعُ:"إِنْ أَرَدْتَ أَنْ تَكُونَ كَامِلاً فَاذْهَبْ وَبعْ أَمْلاَكَكَ وَأَعْطِ الْفُقَرَاءَ، فَيَكُونَ لَكَ كَنْزٌ فِي السَّمَاءِ، وَتَعَالَ اتْبَعْنِي".} (مت ١٩ : ٢١)
{حِينَئِذٍ يُجِيبُونَهُ هُمْ أَيْضًا قَائِلِينَ: يَارَبُّ، مَتَى رَأَيْنَاكَ جَائِعًا أَوْ عَطْشَانًا أَوْ غَرِيبًا أَوْ عُرْيَانًا أَوْ مَرِيضًا أَوْ مَحْبُوسًا وَلَمْ نَخْدِمْكَ؟، فَيُجِيبُهُمْ قِائِلاً: الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: بِمَا أَنَّكُمْ لَمْ تَفْعَلُوهُ بِأَحَدِ هؤُلاَءِ الأَصَاغِرِ، فَبِي لَمْ تَفْعَلُوا. (مت 25 : 44-45)
نجد أن الغني عندما تصادقه أي ضائقة صغيرة كانت أم كبيرة يُسرع إلى السيِّد المال الذي يخدمه ليحل له مشكلته ولا يلتجئ إلى الرب إلى عندما يعجز المال عن حل مشكلته!، بينما الفقير يصرخ للرب دائماً ليس لديه سوى الصلاة للرب المعين له، {أَمَّا أَنَا فَمِسْكِينٌ وَفَقِيرٌ. اَللَّهُمَّ، أَسْرِعْ إِلَيَّ. مُعِينِي وَمُنْقِذِي أَنْتَ. يَا رَبُّ، لاَ تَبْطُؤْ.} (مز ٧٠ : ٥)
{لأَنَّهُ يُنَجِّي الْفَقِيرَ الْمُسْتَغِيثَ، وَالْمَِسْكِينَ إِذْ لاَ مُعِينَ لَهُ.} (مز ٧٢ : ١٢)

نلاحظ أن الرب يسوع امتدح الأرملة الفقيرة (مر ١٢ : ٤٢) وتقول لنا كلمة الله أن المؤمن الفقير خيراً عند الله من الغني:
{وَ لا تَخَفْ يَا وَلَدِيَ فَانّا نَعِيْشُ عِيْشَةَ الْفُقَرَاءِ وَ لَكِنْ سَيَكُوْنُ لَنَا خَيْرٌ كَثِيْرَ اذَا اتَّقَيْنَا الْلَّهِ وَ ابْتَعَدْنَا عَنْ كُلِّ خَطِيْئَةٍ وَ فِعْلُنَا خَيْرا }(طو ٤ : ٢٣)
{زِينَةُ الإِنْسَانِ مَعْرُوفَهُ، وَالْفَقِيرُ خَيْرٌ مِنَ الْكَذُوبِ.} (أم ١٩ : ٢٢)
{اَلْفَقِيرُ السَّالِكُ بِاسْتِقَامَتِهِ، خَيْرٌ مِنْ مُعْوَجِّ الطُّرُقِ وَهُوَ غَنِيٌّ.} (أم ٢٨ : ٦)
أما المؤمن الغني فيعوزه شيء واحد كما قال الرب {فَنَظَرَ إِلَيْهِ يَسُوعُ وَأَحَبَّهُ، وَقَالَ لَهُ:"يُعْوِزُكَ شَيْءٌ وَاحِدٌ: اِذْهَبْ بِعْ كُلَّ مَا لَكَ وَأَعْطِ الْفُقَرَاءَ، فَيَكُونَ لَكَ كَنْزٌ فِي السَّمَاءِ، وَتَعَالَ اتْبَعْنِي حَامِلاً الصَّلِيبَ".} (مر ١٠ : ٢١)

الغني وملكوت الله image

تأملات في كلمة الله غذاء للحياة اليومية

الرب يسوع بعد قيامته من بين الأموات أظهر كذلك تواضعه ومحبته العظيمة، حيث سمح للتلاميذ بلمسه وأكل وشرب معهم لكي يثبت لهم أنه قام، {...لَنَا نَحْنُ الَّذِينَ أَكَلْنَا وَشَرِبْنَا مَعَهُ بَعْدَ قِيَامَتِهِ مِنَ الأَمْوَاتِ.} (أع ١٠ : ٤١) ونجد أن القديس يوحنا بدأ رسالته بقوله:{اَلَّذِي كَانَ مِنَ الْبَدْءِ، الَّذِي سَمِعْنَاهُ، الَّذِي رَأَيْنَاهُ بِعُيُونِنَا، الَّذِي شَاهَدْنَاهُ، وَلَمَسَتْهُ أَيْدِينَا، مِنْ جِهَةِ كَلِمَةِ الْحَيَاةِ.} (1يو ١ : ١) فالأيام التي قضاها الرب يسوع مع تلاميذه بعد القيامة كانت أيام جميلة جداً لأن التلاميذ كانوا فرحيين بقيامته وإنتصاره على الموت.
والرب وعد أن يكون معنا بالروح، حين قال: لأَنَّهُ حَيْثُمَا اجْتَمَعَ اثْنَانِ أَوْ ثَلاَثَةٌ بِاسْمِي، فَهُنَاكَ أَكُونُ فِي وَسْطِهِمْ". (مت ١٨ : ٢٠) أي عندما نجتمع بإسم يسوع ويكون الإتفاق روحي لا بالكلام فقط!، معترفين به رباً ومخلصاً.
والرب معنا أيضاً إذ قال: فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآب وَالابْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ، وَعَلِّمُوهُمْ أَنْ يَحْفَظُوا جَمِيعَ مَا أَوْصَيْتُكُمْ بِهِ. وَهَا أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ الأَيَّامِ إِلَى انْقِضَاءِ الدَّهْرِ". آمِينَ. (مت 28 : 10-20)
الرب معنا image

تأملات في كلمة الله غذاء للحياة اليومية

لأَنَّنَا رَائِحَةُ الْمَسِيحِ الذَّكِيَّةِ ِللهِ، فِي الَّذِينَ يَخْلُصُونَ وَفِي الَّذِينَ يَهْلِكُونَ، لِهؤُلاَءِ رَائِحَةُ مَوْتٍ لِمَوْتٍ، وَلأُولئِكَ رَائِحَةُ حَيَاةٍ لِحَيَاةٍ. وَمَنْ هُوَ كُفْوءٌ لِهذِهِ الأُمُورِ؟ (2كو 2 : 15-16)
بعد عِقَاب الله للبشرية وإرساله الطوفان، بَنَى نوح مذبحاً للرب وأصعد محرقات على المذبح يقول الكتاب {فَتَنَسَّمَ الرَّبُّ رَائِحَةَ الرِّضَا...} (تك 8 : 21)
كذلك، حين نكرز بالمسيح يتنسم الله من كرازتنا رائحة ذكية، والذين يرفضون هذه الكرازة، مثل {الَّذِينَ فِيهِمْ إِلهُ هذَا الدَّهْرِ قَدْ أَعْمَى أَذْهَانَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ، لِئَلاَّ تُضِيءَ لَهُمْ إِنَارَةُ إِنْجِيلِ مَجْدِ الْمَسِيحِ، الَّذِي هُوَ صُورَةُ اللهِ.} (2كو ٤ : ٤) فهؤلاء تصبح لهم رائحة الموت فمصيرهم الدينونة الأبدية، والذين يقبلونها تصبح لهم رائحة حياة، وتجعلهم ينالون الحياة الأبدية. 
عندما نسير في موكب الله المنتصر، ونُصرة الله تتحقق بأن تأتي إليه النفوس البعيدة عنه، الله هو الذي يُظِهر بنا رائحة معرفته في كل مكان لأننا رائحة المسيح الذكية لله، لأن أحلى رائحة عند الله هي رائحة المسيح.
رائحة المسيح الذكية image

تأملات في كلمة الله غذاء للحياة اليومية

فَلَمَّا نَظَرَ الْفَرِّيسِيُّونَ قَالُوا لِتَلاَمِيذِهِ:"لِمَاذَا يَأْكُلُ مُعَلِّمُكُمْ مَعَ الْعَشَّارِينَ وَالْخُطَاةِ؟"، فَلَمَّا سَمِعَ يَسُوعُ قَالَ لَهُمْ:"لاَ يَحْتَاجُ الأَصِحَّاءُ إِلَى طَبِيبٍ بَلِ الْمَرْضَى، فَاذْهَبُوا وَتَعَلَّمُوا مَا هُوَ: إِنِّي أُرِيدُ رَحْمَةً لاَ ذَبِيحَةً، لأَنِّي لَمْ آتِ لأَدْعُوَ أَبْرَارًا بَلْ خُطَاةً إِلَى التَّوْبَةِ". (مت 9 : 11-13)
تذمّر الفريسيون، ولكنهم لم يجرؤوا أن يكلّموا يسوع مباشرة، فوجّهوا كلامهم إلى التلاميذ ليسمع يسوع، كانوا الضيوف المتكئون في بيت مَتَّى بلا شك مُصابين بمرض الخطية. ولكن الرب يسوع قد حضر لأجل أُناس مثلهم، حيث قال للخاطئة: إذهبي ولا تعودي إلى الخطيئة، وهكذا خلقها من جديد.
الله سبق فأوضح أن الخدمة التي ترضيه, إذ قال «إني أريد رحمة لا ذبيحة. ومعرفة الله أكثر من محرقات» (هوشع 6:6). 
فقد كان الفريسيون يدققون في ممارسة الطقوس المتعلقة بالذبائح تاركين العدل والرحمة في تصرفهم نحو الآخرين وإذ قال ميخا النبِّي «بِمَ أتقدم إلى الرب، وانحني للإله العلي؟ هل أتقدم بمحرقات، بعجول أبناء سنة؟». أجابه الوحي «قد أُخبرك أيها الإنسان، ما هو صالح، وماذا يطلبه منك الرب. إلا أن تصنع الحق، وتحب الرحمة، وتسلك مُتواضعًا مع إلهك» (ميخا 6:6، 8).
كانت مشكلة الفرّيسيّين أنّ قلوبهم بقيت قاسية وباردة بلا رحمة مع أنّهم كانوا يحفظون الطقوس بدقّة عظيمة. لذلك رفضهم الرب يسوع طالبًا منهم أن يتعلّموا معنى الرحمة، فمع أنّ الله أنشأ نظام الذبائح، فهو لم يكن يريد أن تصبح الطقوس بديلاً عن البرّ الداخلي. فالله ليس إله طقوس، وهو لا يسرّ بالطقوس المنفصلة عن التقوى الشخصيّة، الأمر الذي كان الفرّيسيّون يفعلونه تمامًا. فقد كانوا يحفظون الشريعة حرفياً، ولكن لم تكن عندهم أيّة شفقة على المحتاجين إلى معونة روحيّة، فقد كانوا يختلطون فقط بأصحاب البرّ الذاتي الذين على شاكلتهم. وعلى العكس من ذلك، فإنّ الرب يسوع قال لهم بالتحديد: «لم آت لأدعو أبرارًا، بل خطاة إلى التوبة»، هذه هي رغبة الله من جهة الرحمة والذبيحة أيضًا. فمن ناحية، لا وجود للأبرار في هذا العالم، إذًا قد جاء المسيح ليدعو كل الناس إلى التوبة. لكنّ الفكرة هنا، هي أنّ الذين يعترفون بأنفسهم أنهم خطاة هم وحدهم الذين يستفيدون من هذه الدعوة فالرب لا يُمكن أن يمنح الشفاء للمتكبّرين وأصحاب البرّ الذاتي وغير التائبين، مثل الفرّيسيّين.
أريد رحمة لا ذبيحة image

تأملات في كلمة الله غذاء للحياة اليومية

اَللهُ رُوحٌ. وَالَّذِينَ يَسْجُدُونَ لَهُ فَبِالرُّوحِ وَالْحَقِّ يَنْبَغِي أَنْ يَسْجُدُوا". (يو ٤ : ٢٤)
كان يتم السجود لله في الهيكل بشكل طقسي لا روحي (انظر عبرانيين 1:9-14). فأتت الساعة لتبطيل ذلك وتبديلهِ بالسجود الروحي لله الآب بابنهِ يسوع المسيح الذي صار هو بذاتهِ لنا الهيكل الحقيقي بعد موتهِ وقيامتهِ (راجع يوحنا 18:2-22).
يجب أن نتذكر دائمًا أن الرب يسوع المسيح هو ذاتهُ الحق، كما أنهُ الواسطة لإعلان النعمة أيضًا، {لأَنَّ النَّامُوسَ بِمُوسَى أُعْطِيَ، أَمَّا النِّعْمَةُ وَالْحَقُّ فَبِيَسُوعَ الْمَسِيحِ صَارَا.} (يو ١ : ١٧)

نذكر بعض الأحداث التي تمت فيها السجود للرب يسوع المسيح، علما أنه وحدَهُ دون غيره قَبِل السجود، بينما كل إنسان آخر يعرف الله يرفض أن يسجد له فقد رفض بطرس أن يُسجد لهُ وقال لكرنيليوس {...قَائِلاً:"قُمْ، أَنَا أَيْضًا إِنْسَانٌ".} (أع ١٠ : ٢٦) وكذلك الملاك في سفر الرؤيا رفض أيضاً السجود وقال ليوحنا اسجد لله. (رؤ ٢٢ : ٩)

-وَفِيمَا هُوَ يُكَلِّمُهُمْ بِهذَا، إِذَا رَئِيسٌ قَدْ جَاءَ فَسَجَدَ لَهُ قَائِلاً:"إِنَّ ابْنَتِي الآنَ مَاتَتْ، لكِنْ تَعَالَ وَضَعْ يَدَكَ عَلَيْهَا فَتَحْيَا". (مت ٩ : ١٨)
رئيس مجمع واسمه يايرس (مر ٥ : ٢٢) ويعتبر من أكثر الأشخاص معرفة بأن السجود لله وحده ويعلم أيضا بأن الذي يستطيع أن يقيم الموتى هو الله، آمن هذا الرئيس بالمسيح ابن الله {فَمِنْ أَجْلِ هذَا كَانَ الْيَهُودُ يَطْلُبُونَ أَكْثَرَ أَنْ يَقْتُلُوهُ، لأَنَّهُ لَمْ يَنْقُضِ السَّبْتَ فَقَطْ، بَلْ قَالَ أَيْضًا إِنَّ اللهَ أَبُوهُ، مُعَادِلاً نَفْسَهُ بِاللهِ.} (يو ٥ : ١٨)، وآتى وسجد له وطلب منه إحياء ابنته الميتة، عظيم إيمان هذا الرجل ولم يكترث بأحد وعن ماذا سيقال عنه أو النقد الذي سوف يتعرض له من زملائه ولا خاف على منصبه {...لأَنَّ الْيَهُودَ كَانُوا قَدْ تَعَاهَدُوا أَنَّهُ إِنِ اعْتَرَفَ أَحَدٌ بِأَنَّهُ الْمَسِيحُ يُخْرَجُ مِنَ الْمَجْمَعِ.} (يو ٩ : ٢٢)

-والمولود أعمى عندما جعله الرب يسوع يبصر {٣٥فسمع يسوع أنهم أخرجوه خارجا، فوجده وقال له:«أتؤمن بابن الله؟» ٣٦أجاب ذاك وقال: «من هو يا سيد لأومن به؟» ٣٧فقال له يسوع: «قد رأيته، والذي يتكلم معك هو هو!». ٣٨فقال: «أومن يا سيد!». وسجد له.} (يو 9 :35- 38)

-والإنسان الذي كان به روح نجس ومعذب كثيرا {فَلَمَّا رَأَى يَسُوعَ مِنْ بَعِيدٍ رَكَضَ وَسَجَدَ لَهُ،} (مر ٥ : ٦) ثم أمر الرب يسوع الروح النجس بالخروج من هذا الإنسان المعذب.

-وكذلك الأبرص الذي جاء إلى الرب يسوع
{وَإِذَا أَبْرَصُ قَدْ جَاءَ وَسَجَدَ لَهُ قَائِلاً:"يَا سَيِّدُ، إِنْ أَرَدْتَ تَقْدِرْ أَنْ تُطَهِّرَنِي".} (مت ٨ : ٢) وهذا يدل على إيمانه بالرب يسوع وقدرته على شفائه

-وعندما دخلَ الرب يسوع السفينة الصغيرة بعد المشي على الماء، وهدوء الريح
{وَالَّذِينَ فِي السَّفِينَةِ جَاءُوا وَسَجَدُوا لَهُ قَائِلِينَ:"بِالْحَقِيقَةِ أَنْتَ ابْنُ اللهِ!".} (مت ١٤ : ٣٣) لقد شهدوا هكذا ظهور للقدرة الفائقة لدرجة أن التلاميذ خرُّوا أمام الرب ساجدين وقائلين له: "«بِالْحَقِيقَةِ أَنْتَ ابْنُ اللَّهِ!»".

-والمرأة الكنعانية {فَأَتَتْ وَسَجَدَتْ لَهُ قَائِلَةً:"يَا سَيِّدُ، أَعِنِّي!"} (مت ١٥ : ٢٥)

-مريم المجدلية ومريم الأخرىُ {وَفِيمَا هُمَا مُنْطَلِقَتَانِ لِتُخْبِرَا تَلاَمِيذَهُ إِذَا يَسُوعُ لاَقَاهُمَا وَقَالَ:"سَلاَمٌ لَكُمَا". فَتَقَدَّمَتَا وَأَمْسَكَتَا بِقَدَمَيْهِ وَسَجَدَتَا لَهُ.} (مت ٢٨ : ٩)

-وعند ظهور الرب يسوع تلاميذه في الجليل، بعد القيامة، وقف أمامهم بجسده الممجَّد، فسجدوا للربّ الحيّ المحبّ مع أنّ الشكّ بقى في أفكار بعضهم. {وَلَمَّا رَأَوْهُ سَجَدُوا لَهُ، وَلكِنَّ بَعْضَهُمْ شَكُّوا.} (مت ٢٨ : ١٧)

-والمؤمنين الأتقياء سجدوا للرب يسوع عندما ارتفع عنهم إلى السماء
فَسَجَدُوا لَهُ وَرَجَعُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ، (لو ٢٤ : ٥٢)

وفي (رؤيا يوحنا 4 : 10-11) نجد كيف يسجدون الشيوخ في عبادةٍ، ويطرحون أكاليلهم عند أقدام ذاك الذي يجلس على العرش، الحي إلى أبد الآبدين {وَالْحَيُّ. وَكُنْتُ مَيْتًا، وَهَا أَنَا حَيٌّ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ! آمِينَ. وَلِي مَفَاتِيحُ الْهَاوِيَةِ وَالْمَوْتِ.} (رؤ ١ : ١٨) فيعبدونه كخالق وهم يقولون: "أَنْتَ مُسْتَحِقُّ أَيُّهَا الرَّبُّ أَنْ تَأْخُذَ الْمَجْدَ وَالْكَرَامَةَ وَالْقُدْرَةَ، لأَنَّكَ أَنْتَ خَلَقْتَ كُلَّ الأَشْيَاءِ، وَهِيَ بِإِرَادَتِكَ كَائِنَةٌ وَخُلِقَتْ".
يسوع المسيح، الله الابن، {الَّذِي لَنَا فِيهِ الْفِدَاءُ، بِدَمِهِ غُفْرَانُ الْخَطَايَا، الَّذِي هُوَ صُورَةُ اللهِ غَيْرِ الْمَنْظُورِ، بِكْرُ كُلِّ خَلِيقَةٍ، فَإِنَّهُ فِيهِ خُلِقَ الْكُلُّ: مَا في السَّمَاوَاتِ وَمَا عَلَى الأَرْضِ، مَا يُرَى وَمَا لاَ يُرَى، سَوَاءٌ كَانَ عُرُوشًا أَمْ سِيَادَاتٍ أَمْ رِيَاسَاتٍ أَمْ سَلاَطِينَ. الْكُلُّ بِهِ وَلَهُ قَدْ خُلِقَ.} (كو 1 :14- 16) ولذلك فهو الذي يتربع على العرش وهو مركز وموضوع العبادة التي تُوصف هنا.

السجود الروحي لله image

تأملات في كلمة الله غذاء للحياة اليومية

فَقَالَ لَهُمْ:"لِمَاذَا أَنْتُمْ نِيَامٌ؟ قُومُوا وَصَلُّوا لِئَلاَّ تَدْخُلُوا فِي تَجْرِبَةٍ". (لو ٢٢ : ٤٦)
قام الرب يسوع من الصلاة وجاء إلى تلاميذهِ فوجدهم نيامًا من الحزن، فقال لهم: لماذا أنتم نيام؟ قوموا وصلُّوا لئلا تدخلوا في تجربةٍ.
عَلِمَ الرب يسوع أن الأعداء مع يهوذا الإسخريوطي قادمين إلى البستان والتلاميذ نيام غير مُستعدين لحادثة كهذه، نلاحظ أنه يقول للتلاميذ أن يُصلُّوا لأجل أنفسهم لكي لا يدخلوا في تجربة. حيث كان العدو آتيًا عليهم جميعًا مُهيجًا العالم ضدَّهم كان يَجيِب أن يبقوا متيقظين فلا يسقطوا كما سقط بطرس، فكان يجب أن ينتبهوا للظروف الخطرة المُحيطة بهم ويصرخوا لله القادر أن يحفظهم من التجربة. وهذه من الطلبات الواجب علينا تقديمها دائمًا كما قيل في الصلاة الربانية، وَلاَ تُدْخِلْنَا فِي تَجْرِبَةٍ، لكِنْ نَجِّنَا مِنَ الشِّرِّيرِ. لأَنَّ لَكَ الْمُلْكَ، وَالْقُوَّةَ، وَالْمَجْدَ، إِلَى الأَبَدِ. آمِينَ. (مت ٦ : ١٣)

لذلك يجب علينا الصلاة كل حين والحياة مع الله بالدوام على قرائة كلمته المقدسة {...اَلْكَلاَمُ الَّذِي أُكَلِّمُكُمْ بِهِ هُوَ رُوحٌ وَحَيَاةٌ} (يو ٦ : ٦٣) والإتكال عليه والإبقاء على قنوات التواصل معه مفتوحة، فيعطينا هذا، الدعم والتشجيع ويصبح كدرع الحماية من التجارب، وهذا لا يعني بالضرورة أن التجارب لن تأتي، قد يسمح الله أن نكون في غربال الشيطان إلى حين، حتى ينكشف لنا الجسد الفاسد فينا فنتعلم أن نتكل على الله وليس على أنفسنا وحكمتنا، ولكن إن أتت التجربة فستجدنا ثابتين في الإيمان غير متزعزعين، فلا نقع في شركها.

لماذا انتم نيام؟ image

تأملات في كلمة الله غذاء للحياة اليومية

عِنْدَ كَثْرَةِ هُمُومِي فِي دَاخِلِي، تَعْزِيَاتُكَ تُلَذِّذُ نَفْسِي (مز 94: 19)
أمور هذا العالم لا تستطيع أن تمنحنا أي نوع من التعزية, الله مصدر كل تعزية, يعزينا لكي نستطيع أيضاً أن نعزي الذين هم في ضيقة, وتبقى التعزية مصدرها الله
لا يتركنا الله في وسط التجارب والأحزان بدون تعزياته, كما كان مع الفتية الثلاثة في أتون النار وأنقذهم (دانيال ٣ : ٢٤), هكذا يكون معنا حتى في أصعب اللحظات يعزينا وينقذنا
وقد تكون الأحزان بسبب حروب الشيطان : " كثيرة هي أحزان الصديق ( البار ) ومن جميعها يُنجيه الرب " ( مز 34 : 9 ), ويقول الرب يسوع طُوبَى لِلْحَزَانَى، لأَنَّهُمْ يَتَعَزَّوْنَ (مت 5: 4), والامتلاء بالروح القدس يمنح التعزية في الحزن, الرب يسوع يدعو نفسه "معزياً" يلقب الروح القدس "المعزي الآخر" (يوحنا 14: 16), إذ انطلق المعزي الأول، الرب يسوع المسيح، يطلب إرسال المعزي الآخر، روحه القدوس. وإذ صعد القائل: "أَنَا هُوَ الْحَقُّ" (يوحنا١٤: ٦) بعث إلينا "رُوحُ الْحَقِّ"(يوحنا 16: 13).
شكراً لله من أجل عطيته العظيمة الروح القدس وعمله وتعزياته في حياتنا.
الله مصدر كل تعزية image

تأملات في كلمة الله غذاء للحياة اليومية

وَكُلُّ مَا تَطْلُبُونَهُ فِي الصَّلاَةِ مُؤْمِنِينَ تَنَالُونَهُ (متى 21: 22)
قضى الرب يسوع أوقات طويلة في الصلاة, فيجب علينا الصلاة بإستمرار {صَلُّوا بِلاَ انْقِطَاعٍ} (1 تس 5: 17) ولا يجب أن نسمح لمشاغل الحياة أن تلهينا عن الصلاة
تطلبونه: هو طلب الايمان البعيد عن «الشك» وإذا اقترنت الصلاة بدراسة الكتاب المقدس فيشكل ذلك دعامة قوية في حياتنا 
والمؤمنين الحقيقيين الذين لهم علاقة حقيقية مع الله عندهم الثقة الكاملة بإستجابة صلواتهم ويجب أن لا ننسى عاملاً مهماً لاستجابة الصلاة أن تكون بحسب مشيئة الله {وَهذِهِ هِيَ الثِّقَةُ الَّتِي لَنَا عِنْدَهُ: أَنَّهُ إِنْ طَلَبْنَا شَيْئًا حَسَبَ مَشِيئَتِهِ يَسْمَعُ لَنَا} (1 يو 5: 14).
صلاة الإيمان image

تأملات في كلمة الله غذاء للحياة اليومية

فِيمَا هُوَ يُكَلِّمُهُمْ بِهذَا، إِذَا رَئِيسٌ قَدْ جَاءَ فَسَجَدَ لَهُ قَائِلاً: «إِنَّ ابْنَتِي الآنَ مَاتَتْ، لكِنْ تَعَالَ وَضَعْ يَدَكَ عَلَيْهَا فَتَحْيَا». (متى 9: 18)
رئيس المجمع واسمه يايرس (مر 5: 22), دنا وسجد, يرد هذا الفعل مرارًا في الانجيل ، فيعني الاقرار بأن يسوع هو الله, ابنتي ماتت, يأتي الطالب فيضع طلبه أمام يسوع، على مثال كل مؤمن أمام ربّه. ضع يدك عليها, {وَجَاءُوا إِلَيْهِ بِأَصَمَّ أَعْقَدَ، وَطَلَبُوا إِلَيْهِ أَنْ يَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهِ.}( مر 7: 32). ونرى في الإنجيل أن الرب يسوع دائماً كان يقوم بشفاء الذين يطلبون ذلك بإيمان. وهذه الحالة تُسمّى وضع الايدي (مر 5: 23) وراجع (لا 9: 22؛ 16: 21)، الذي يدلّ على قوّة تمرّ من يسوع إلى المريض، تمرّ من صاحب سلطة إلى طالب نعمة.

تعال وضع يدك عليها فتحيا image

تأملات في كلمة الله غذاء للحياة اليومية

يقول بولس الرسول لكنائس غلاطية: “أَفَأَسْتَعْطِفُ الآنَ النَّاسَ أَمِ اللهَ؟ أَمْ أَطْلُبُ أَنْ أُرْضِيَ النَّاسَ؟ فَلَوْ كُنْتُ بَعْدُ أُرْضِي النَّاسَ، لَمْ أَكُنْ عَبْدًا لِلْمَسِيحِ”(غلاطية 10:1).
كان على بولس الرسول أن يخاطب بقوة بالكلام للمؤمنين في غلاطية لأنهم كانوا في خطر داهم، ولم يعتذر عن كلماته الصريحة، فقد كان يعلم أنه لا يستطيع أن يخدم المسيح بأمانة إذا سمح للمؤمنين الغلاطيين أن يستمروا في الطريق الخاطئ.
كم من خدام أصدروا أحكاماً لإرضاء الناس.. أصدروا هذه الإحكام وهم يعلمون تماماً أنها لا تتفق مع إرادة الله، ولا مع إعلانات كلمته، وكانت النتيجة الإنشقاقات والعثرات داخل كنائسهم.
إن الرعاية الأمينة والأحكام السليمة مصدرها الحياة الممتلئة بالروح القدس.
ليتنا نكون مؤمنين حقيقيِّين لا نطلب أن نرضي الناس، لئلاَّ نُفقد من مركزنا كخدَّام المسيح, ومن الشجاعة أن يضع المؤمن إرضاء الله قبل كل شيء.

إرضاء الله قبل كل شيء image

تأملات في كلمة الله غذاء للحياة اليومية

يجب أن يكون الرب يسوع في المقام الأول في حياتنا, فالأهل والأخوة والأقرباء يجب أن يكونوا موضع احترامنا و محبتنا واكرامنا ولكن ليس إلى حد تقديمهم على الرب يسوع, فالرب هو الأول، و قرابتنا له أهم وأعظم من أية قرابة بشرية. "لأَنَّ مَنْ يَصْنَعُ مَشِيئَةَ اللهِ هُوَ أَخِي وَأُخْتِي وَأُمِّي" (مرقس 3: 35)، عليك أن تعطي الرب المقام الأول في حياتك, وتذكر ما قاله الرب يسوع للشاب الذي أستأذنه بدفن أبيه أولا؟ فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «دَعِ الْمَوْتَى يَدْفِنُونَ مَوْتَاهُمْ، وَأَمَّا أَنْتَفَاذْهَبْ وَنَادِ بِمَلَكُوتِ اللهِ»(لوقا 9: 60).واستأذنه أخر بأن يذهب أولا وان يودع أهل بيته، فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «لَيْسَ أَحَدٌ يَضَعُ يَدَهُ عَلَى الْمِحْرَاثِ وَيَنْظُرُ إِلَى الْوَرَاءِ يَصْلُحُ لِمَلَكُوتِ اللهِ»(لوقا 9: 62)
الرب يسوع به نبدأ الحياة, هكذا يجب علينا أن نعيش متحدين بالمسيح بحياة جديدة, قال له يسوع: أنا هو الطريق والحق و{الْحَيَاةُ}. ليس أحد يأتي إلى الآب إلا بي (يوحنا 14: 6).
الرب يسوع في المقام الأول image

تأملات في كلمة الله غذاء للحياة اليومية

الوصية الثانية من الوصايا العشر
•لا تصنع لك تمثالاً منحوتاً ولا صورة ما مما في السماء من فوق وما في الأرض من تحت وما في الماء من تحت الأرض. لا تسجد لهن ولا تعبدهن. لأني أنا الرب إلهك إله غيور، أفتقد ذنوب الآباء في الأبناء في الجيل الثالث والرابع من مبغضيّ. وأصنع إحساناً إلى ألوف من محبيَّ وحافظي وصاياي
خروج 20:4-6
هل صور المسيح مخالفة للكتاب المقدس؟

يتهم المسلمون واليهود أكثرية المسيحيين بتجاوز أوامر الله قائلين: أنتم الذين تخالفون وصية الله الأساسية، لأنكم ترسمون صوراً عنه تعالى وتعرضونها على الملأ بحسب تخيلاتكم البشرية, واعتبار كل رسم لله إهانة له وتشويه وتجديف على جلاله.

من يمعن الفكر في الوصية الثانية يلاحظ أنها لا تحرم عرض الله بالرسوم، بل تحذرنا من كل نوع من عبادة الأوثان. من يكرم أو يعبد آلهة أخرى أو تماثيل أو منحوتات أو أصناماً أو منقوشات إلى جانب الله يقع في حموّ غضبه.

يفهم المسيحيون الوصية الثانية عادة بغير ما يفهمها اليهود والمسلون. لقد أصبح المسيح في الميلاد إنساناً، وبذلك صار ظاهراً للعيان. واستحق يسوع الإعلان الفريد: •الذي رآني فقد رأى الآب )يوحنا 14:9(. ففيه تم بلوغ هدف الخلق، إذ •خلق الله الإنسان على صورته. على صورة الله خلقه. ذكراً وأنثى خلقهم )تكوين 1:27(. فآدم وحواء دُعي كلاهما أن يمثّلا صورة الله. ويعكس وجه الإنسان حتى اليوم بقية المجد من سمو الله.
لنا الامتياز أن نفرح بالخليقة ونرسم الأزهار والحيوانات والناس، ولكنه لا يجوز أن نؤلهها أو نعبدها. المخلوق يبقى مخلوقاً ولا يليق أن نعتبره خالقاً. إنما صورة الله في الإنسان تشوّهت بعد السقوط في الخطية حيث عمّ الشر عالمنا. وأما يسوع، آدم الثاني فقد أعاد بشخصه صورة الله إلى الإنسان. والرسول بولس اعترف جهراً بأنه: •صورة الله غير المنظور (كولوسي 1:15).
ولد يسوع ومات وقام لأجل تبرير الجميع. ولذلك يحق لنا أن نرسمه, فهو على مدى الأزمان صورة الله الأصلية في هيئة إنسان. وليست محبته وفرحه وسلامه وصبره نظريات وهمية، وإنما حقيقة ملموسة. في المسيح اقترب الله منا. وهو لم يأت إلينا بهيئة مخيفة كإلهة الهند {كالي القاتلة}، بل كحمل وديع استعد أن يحتمل غضب الله عوضاً عنا، ويموت لأجل خلاصنا لنحيا معه إلى الأبد. وقد غرس فكرة التضحية في قلوبنا، فأصبح الصليب رمز المحبة الإلهية الذي لا يفنى. وتتوّجت قيامة المسيح في ظهوره، بحيث ظهر جسده الروحي للعيان. وطلب إلى تلاميذه أن يجسّوه. فلندرك جميعنا أن وقت الابتعاد عن الله قد انتهى وتجلّت صورته في المسيح أمامنا(لوقا 24:39).

من مبادئ الروح القدس أن لا يعظم نفسه بل المسيح مصلوباً وحيّاً. لذلك لا يُبرِز أتباع يسوع أنفسهم ولا يستكبرون، بل على العكس فإنهم يعطون العظمة والمجد للحمل المذبوح لأجلهم. وهكذا تحتج مريم أم يسوع وجميع القديسين بشدة على إبراز تماثيلهم وصورهم، ولا يريدون أن يظهروا على المذابح أو في البيوت عوضاً عن المصلوب. ليس أحد صالحاً إلاّ الله. وأما نحن فقد نلنا تبريرنا وقداستنا بالنعمة فقط. لذلك يعارض الكتاب المقدس كل من يصلي إلى مريم والقديسين ويطلب شفاعتهم. فمَن يفعل ذلك يكسر الوصية الثانية، ولا يضع ثقته في وحدة الثالوث وحده بل يوزعها بين الله ومخلوقاته الزمنية. لا صورة ولا تمثال ولا أثر تذكاري ولا عظام قديس متوفي تقدر أن تأتي بعجائب أو تمنح قوة شافية بل الله وحده يخلصنا بابنه يسوع المسيح. إن الأصنام في الكنائس رجس عند الرب.
تقوم شركة في العهد الجديد مع علاقة الآب والابن والروح القدس وبواسطته مع أتباع يسوع. والضمان لهذه العلاقة هو موت يسوع الكفاري، وخدمته الكهنوتية المستمرة عن يمين الآب. لقد فتح الابن لنا طريقاً مباشراً إلى أبيه السماوي. ومَن لا يقبل هذا الامتياز لا يثق بالله حقاً. لأننا قد نلنا من الآب وابنه النعمة والبرّ والمغفرة والروح والحياة. لذلك يحق شكرنا وتكريمنا وعبادتنا لله الثالوث الواحد دون غيره.

يجب ألا ننسى أن الله يسهر بغيرة على محبتنا له. ولا يقبل أن نرتبط بصنم أو مؤسس دين أو زعيم دولة، أو بذهب أو فضة، أو بكاشف غيب عند تسليمنا له. هو الله وحده، لا مخلص غيره.

الوصية الثانية من الوصايا العشر image

تأملات في كلمة الله غذاء للحياة اليومية

العشاء الرباني "الأفخارستيا"
وَفِيمَا هُمْ يَأْكُلُونَ أَخَذَ يَسُوعُ الْخُبْزَ، وَبَارَكَ وَكَسَّرَ وَأَعْطَى التَّلاَمِيذَ وَقَالَ: خُذُوا كُلُوا. هذَا هُوَ جَسَدِي, وَأَخَذَ الْكَأْسَ وَشَكَرَ وَأَعْطَاهُمْ قَائِلاً: «اشْرَبُوا مِنْهَا كُلُّكُمْ، " ( متى 26 : 26-27 ). وهذه الكلمة تعني العرفان بالجميل والأمتنان وبالتالي أبداء الشكر وهذا المعنى الأكثر تداولاً في اللغة الإغريقية (التي هي من أسلاف اللغة اليونانية وحقبة من تطورها التاريخي)، وأول من أستخدم هذه الكلمة بمعناها الفني هو الديداكي وأغناطيوس وجاستن .
كان تناول الخبز والخمر معاً من العادات المألوفة لدى اليهود قديماً, فكانوا يمارسونها عند مواساة من مات قريب أو صديق له. وكان الله ينهي قديسيه عن هذه العادة عند انتشار الشر ونـزول قضائه على الأشرار حتى لا يعزوا ذويهم بتعزية ما (حزقيال 24: 17, إرميا 16: 6و 7). كما كانوا يمارسون هذه العادة في كل سبت, فكان رب الأسرة يأخذ رغيفاً وكأساً, وبعد أن يرفع الشكر لله من أجلهما, يقدمهما لأفراد أسرته لكي يأكلوا ويشربوا.
في العهد القديم لم يكن الناس يستطيعون الاقتراب إلى الله إلا عن طريق الكهنة ونظام الذبائح، وقد جاء موت المسيح على الصليب بالعهد الجديد بين الله وبيننا، ويستطيع جميع الناس الآن الاقتراب شخصياً إلى الله والشركة معه. تم العهد القديم أولاً على جبل سيناء بين الله وبني إسرائيل (خر ١٩ ؛ ٢٠)، وكان الهدف منه الإشارة إلى اليوم الذي سيأتي فيه المسيح. والعهد الجديد يكمل، أكثر مما يحل محل، العهد القديم متمما كل ما كان ينبئ به العهد القديم.
المفهوم الرمزي للعشاء الرباني: يعتبر العشاء مجرد رمز للتغذي بالمسيح.
والعشاء الرباني لا يشترط وجود كاهن أو قسيس أو بمكان معين ...وإنما يرتبط بوجود المؤمنين مع بعض للمشاركة بالعشاء الرباني, لأَنَّهُ حَيْثُمَا اجْتَمَعَ اثْنَانِ أَوْ ثَلاَثَةٌ بِاسْمِي فَهُنَاكَ أَكُونُ فِي وَسْطِهِمْ”. (متّى 18، 20).
وَكَانُوا كُلَّ يَوْمٍ يُواظِبُونَ فِي الْهَيْكَلِ بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ. وَإِذْ هُمْ يَكْسِرُونَ الْخُبْزَ فِي الْبُيُوتِ، كَانُوا يَتَنَاوَلُونَ الطَّعَامَ بِابْتِهَاجٍ وَبَسَاطَةِ قَلْبٍ (اعمال 2 :1-46)
وفي رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 11 ((20 فَحِينَ تَجْتَمِعُونَ مَعًا لَيْسَ هُوَ لأَكْلِ عَشَاءِ الرَّبِّ.
21 لأَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ يَسْبِقُ فَيَأْخُذُ عَشَاءَ نَفْسِهِ فِي الأَكْلِ، فَالْوَاحِدُ يَجُوعُ وَالآخَرُ يَسْكَرُ.
22 أَفَلَيْسَ لَكُمْ بُيُوتٌ لِتَأْكُلُوا فِيهَا وَتَشْرَبُوا؟ أَمْ تَسْتَهِينُونَ بِكَنِيسَةِ اللهِ وَتُخْجِلُونَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ؟ مَاذَا أَقُولُ لَكُمْ؟ أَأَمْدَحُكُمْ عَلَى هذَا؟ لَسْتُ أَمْدَحُكُمْ!
28 وَلكِنْ لِيَمْتَحِنِ الإِنْسَانُ نَفْسَهُ، وَهكَذَا يَأْكُلُ مِنَ الْخُبْزِ وَيَشْرَبُ مِنَ الْكَأْسِ.
33 إِذًا يَا إِخْوَتِي، حِينَ تَجْتَمِعُونَ لِلأَكْلِ، انْتَظِرُوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا.))
-”أَخَذَ خُبْزًا وَشَكَرَ وَكَسَّرَ وَأَعْطَاهُمْ قَائِلاً: هذَا هُوَ جَسَدِي الَّذِي يُبْذَلُ عَنْكُمْ. اِصْنَعُوا هذَا لِذِكْرِي. وَكَذلِكَ الْكَأْسَ أَيْضًا بَعْدَ الْعَشَاءِ قَائِلاً: هذِهِ الْكَأْسُ هِيَ الْعَهْدُ الْجَدِيدُ بِدَمِي الَّذِي يُسْفَكُ عَنْكُمْ“. (لوقا 19:22-20)
فعشاء الرب هو تذكار.. الخبز يستمرّ خبزاً، والكأس تحتوي خمراً، والخمر في هذه الكأس غير مختمرة، لأنه في فترة عيد الفصح أمر الرب شعبه قائلاً: ”سَبْعَةَ أَيَّامٍ تَأْكُلُونَ فَطِيرًا... تَعْزِلُونَ الْخَمِيرَ مِنْ بُيُوتِكُمْ... سَبْعَةَ أَيَّامٍ لاَ يُوجَدْ خَمِيرٌ فِي بُيُوتِكُمْ“ (خروج 15:12 و19). 
وبولس الرسول يؤكد أننا لا نأكل لحماً في عشاء الرب، بل نأكل خبزاً إذ يقول: ”فَإِنَّكُمْ كُلَّمَا أَكَلْتُمْ هذَا الْخُبْزَ“ (1كورنثوس 26:11).
فاحذر من أن تعتقد أن الخبز في عشاء الرب يتحوّل إلى جسد يسوع حرفياً... إن الخبز يظلّ خبزاً وحاسة الذوق تؤكد لك هذا الحق.
-يقول بولس الرسول: ”فَإِنَّكُمْ كُلَّمَا أَكَلْتُمْ هذَا الْخُبْزَ وَشَرِبْتُمْ هذِهِ الْكَأْسَ، تُخْبِرُونَ بِمَوْتِ الرَّبِّ...“ (1كورنثوس26:11).
فعشاء الرب هو إخبار بحقيقة موت الرب على الصليب. هو المناداة المستمرة بهذا الحق الذي لا يجب أن يغيب لحظة عن أذهان المؤمنين.
-"فَإِنَّكُمْ كُلَّمَا أَكَلْتُمْ هذَا الْخُبْزَ وَشَرِبْتُمْ هذِهِ الْكَأْسَ، تُخْبِرُونَ بِمَوْتِ الرَّبِّ إِلَى أَنْ يَجِيءَ" (1كورنثوس 26:11).
فبينما نجد في عشاء الرب تذكاراً وإخباراً بموته، نجد أيضاً انتظاراً لمجيئه الثاني.
-نحن لا نشترك في عشاء الرب لننال الغفران.. نحن نشترك في عشاء الرب لأننا نلنا الغفران بالإيمان بيسوع المسيح.
"الَّذِي فِيهِ لَنَا الْفِدَاءُ بِدَمِهِ، غُفْرَانُ الْخَطَايَا، حَسَبَ غِنَى نِعْمَتِهِ" (أفسس 7:1).
اشتراكنا مع المؤمنين الحقيقيين في الأكل من عشاء الرب إعلان منا بشركتنا مع الأبرار "فَإِنَّنَا نَحْنُ الْكَثِيرِينَ خُبْزٌ وَاحِدٌ، جَسَدٌ وَاحِدٌ، لأَنَّنَا جَمِيعَنَا نَشْتَرِكُ فِي الْخُبْزِ الْوَاحِدِ" (1كونثوس 17:10).
-يقول بولس الرسول: 
"جَرِّبُوا أَنْفُسَكُمْ، هَلْ أَنْتُمْ فِي الإِيمَانِ؟ امْتَحِنُوا أَنْفُسَكُمْ. أَمْ لَسْتُمْ تَعْرِفُونَ أَنْفُسَكُمْ، أَنَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ هُوَ فِيكُمْ، إِنْ لَمْ تَكُونُوا مَرْفُوضِينَ؟" (2كورنثوس 5:13).
وبعد أن تتأكد من وجود المسيح فيك، يمكنك أن تأكل من الخبز وتشرب من الكأس.






رمزية العشاء الرباني

أولاً يجب أن نتذكر أن ذبيحة المسيح مرة واحدة لا تتكرر وهي الوحيدة التي ننال بها غفران الخطايا، حيث نجد في العبرانيين10: 10 فَبِهذِهِ الْمَشِيئَةِ نَحْنُ مُقَدَّسُونَ بِتَقْدِيمِ جَسَدِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ مَرَّةً وَاحِدَةً. ١١وَكُلُّ كَاهِنٍ يَقُومُ كُلَّ يَوْمٍ يَخْدِمُ وَيُقَدِّمُ مِرَارًا كَثِيرَةً تِلْكَ الذَّبَائِحَ عَيْنَهَا، الَّتِي لاَ تَسْتَطِيعُ الْبَتَّةَ أَنْ تَنْزِعَ الْخَطِيَّةَ. ١٢وَأَمَّا هذَا فَبَعْدَمَا قَدَّمَ عَنِ الْخَطَايَا ذَبِيحَةً وَاحِدَةً، جَلَسَ إِلَى الأَبَدِ عَنْ يَمِينِ اللهِ، ١٣مُنْتَظِرًا بَعْدَ ذلِكَ حَتَّى تُوضَعَ أَعْدَاؤُهُ مَوْطِئًا لِقَدَمَيْهِ. ١٤لأَنَّهُ بِقُرْبَانٍ وَاحِدٍ قَدْ أَكْمَلَ إِلَى الأَبَدِ الْمُقَدَّسِينَ. ١٥وَيَشْهَدُ لَنَا الرُّوحُ الْقُدُسُ أَيْضًا. لأَنَّهُ بَعْدَمَا قَالَ سَابِقًا: ١٦"هذَا هُوَ الْعَهْدُ الَّذِي أَعْهَدُهُ مَعَهُمْ بَعْدَ تِلْكَ الأَيَّامِ، يَقُولُ الرَّبُّ، أَجْعَلُ نَوَامِيسِي فِي قُلُوبِهِمْ وَأَكْتُبُهَا فِي أَذْهَانِهِمْ ١٧وَلَنْ أَذْكُرَ خَطَايَاهُمْ وَتَعَدِّيَاتِهِمْ فِي مَا بَعْدُ". ١٨وَإِنَّمَا حَيْثُ تَكُونُ مَغْفِرَةٌ لِهذِهِ لاَ يَكُونُ بَعْدُ قُرْبَانٌ عَنِ الْخَطِيَّةِ.

***جسد المسيح:
وَفِيمَا هُمْ يَأْكُلُونَ أَخَذَ يَسُوعُ الْخُبْزَ، وَبَارَكَ وَكَسَّرَ وَأَعْطَى التَّلاَمِيذَ وَقَالَ:"خُذُوا كُلُوا. هذَا هُوَ جَسَدِي". (مت ٢٦ : ٢٦)
حيث يرمز جسد المسيح إلى الكلمة أي الكلمة المتجسد[ وَالْكَلِمَةُ صَارَ جَسَدًا وَحَلَّ بَيْنَنَا، وَرَأَيْنَا مَجْدَهُ، مَجْدًا كَمَا لِوَحِيدٍ مِنَ الآبِ، مَمْلُوءًا نِعْمَةً وَحَقًّا.] (يو ١ : ١٤)
ويرمز له أيضاً بالخبز [أَنَا هُوَ الْخُبْزُ الْحَيُّ الَّذِي نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ. إِنْ أَكَلَ أَحَدٌ مِنْ هذَا الْخُبْزِ يَحْيَا إِلَى الأَبَدِ. وَالْخُبْزُ الَّذِي أَنَا أُعْطِي هُوَ جَسَدِي الَّذِي أَبْذِلُهُ مِنْ أَجْلِ حَيَاةِ الْعَالَمِ". ] (يو ٦ : ٥١)

فَخَاصَمَ الْيَهُودُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا قَائِلِينَ:"كَيْفَ يَقْدِرُ هذَا أَنْ يُعْطِيَنَا جَسَدَهُ لِنَأْكُلَ؟" (يو ٦ : ٥٢) حدث هذا لأنهم لم يفهموا أنه كان يقصد (الكلمة،الخبز)
-فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ:"الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنْ لَمْ تَأْكُلُوا جَسَدَ ابْنِ الإِنْسَانِ وَتَشْرَبُوا دَمَهُ، فَلَيْسَ لَكُمْ حَيَاةٌ فِيكُمْ. (يو ٦ : ٥٣)
-مَنْ يَأْكُلُ جَسَدِي وَيَشْرَبُ دَمِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ، وَأَنَا أُقِيمُهُ فِي الْيَوْمِ الأَخِيرِ، (يو ٦ : ٥٤)
-لأَنَّ جَسَدِي مَأْكَلٌ حَقُّ وَدَمِي مَشْرَبٌ حَقُّ. (يو ٦ : ٥٥)
-مَنْ يَأْكُلْ جَسَدِي وَيَشْرَبْ دَمِي يَثْبُتْ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ. (يو ٦ : ٥٦)

فَأَجَابَ وَقَالَ:"مَكْتُوبٌ: لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ، بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ تَخْرُجُ مِنْ فَمِ اللهِ". (مت ٤ : ٤)
هنا ساوى أي جعل مساواة بين الخبز والكلمة أي كلمة الله. كشرط ليحيا الإنسان (في أكل الخبز يحيا جسدياً وفي طاعة كلمة الله يحيا روحياً)أي الأهمّ هو الطاعة لكلّ كلمة تخرج من فم الله. معنا هذا رمزية جسد المسيح هي الطاعة لكلمة الله

***دم المسيح:
نقرأ في يوحنا الأولى 5 : 7فَإِنَّ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ فِي السَّمَاءِ هُمْ ثَلاَثَةٌ: الآبُ، وَالْكَلِمَةُ(أي المسيح) وَالرُّوحُ الْقُدُسُ. وَهؤُلاَءِ الثَّلاَثَةُ هُمْ وَاحِدٌ. ٨وَالَّذِينَ يَشْهَدُونَ فِي الأَرْضِ هُمْ ثَلاَثَةٌ: الرُّوحُ، وَالْمَاءُ، وَالدَّمُ(رمز الروح القدس) وَالثَّلاَثَةُ هُمْ فِي الْوَاحِد.
الروح والماء والدم والثلاثة هم في الواحد. فالله يتنازل لمنحنا شهادة مثلّثة عن الحقّ، هذا مع كون كلمة الله هي كافية لنا. أولاً، يشهد روح الله عن يسوع المسيح أنه هو الله، وأنه المخلِّص الوحيد للعالم. وشهادة الروح هذه هي في كلمة الله المكتوبة.
إن دم الرب يسوع المسيح يشهد عن أنه قد تمّت تسوية مسألة الخطية مرة وإلى الأبد، وبشكل يرضي الله. وهؤلاء الشهود الثلاثة جميعهم هم في الواحد، بمعنى أنهم متحدون في الشهادة لكمال شخص المسيح وعمله.

نستنتج أن رمزية دم المسيح أي الشهادة بالروح القدس الساكن فينا، نشهد إن يسوع المسيح ابن الله ، وهو الله الظاهر فى الجسد ، وانه مات وقام وصعد الى السموات وخلصنا وأعطانا الحياة الأبدية ..الخ....فَإِنَّكُمْ كُلَّمَا أَكَلْتُمْ هذَا الْخُبْزَ وَشَرِبْتُمْ هذِهِ الْكَأْسَ، تُخْبِرُونَ بِمَوْتِ الرَّبِّ إِلَى أَنْ يَجِيءَ. (1كو ١١ : ٢٦)

العشاء الرباني "الأفخارستيا" image

تأملات في كلمة الله غذاء للحياة اليومية

قال الرب لتلاميذه: "وَصِيَّةً جَدِيدَةً أَنَا أُعْطِيكُمْ: أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا. كَمَا أَحْبَبْتُكُمْ أَنَا تُحِبُّونَ أَنْتُمْ أَيْضًا بَعْضُكُمْ بَعْضًا. بِهذَا يَعْرِفُ الْجَمِيعُ أَنَّكُمْ تَلاَمِيذِي: إِنْ كَانَ لَكُمْ حُبٌّ بَعْضًا لِبَعْضٍ" (يوحنا 34:13-35).
العلامة المميّزة لتلاميذ المسيح هي محبتهم النقية بعضهم لبعض، المحبة التي تصل إلى درجة التضحية... تضحية المسيح بموته على الصليب.
كنائس العصر الحاضر غطتها البرودة لخلوّها من المحبة الحقيقية. فلا أحد يتألم مع العضو المتألم، ولا أحد يفرح مع العضو الفرحان. صارت مسيحيتنا "كليشهات" وكلمات نرددها ولا نقصد معناها. الوصف الذي قدمه بولس الرسول للمحبة الحقيقية هو:
"الْمَحَبَّةُ تَتَأَنَّى وَتَرْفُقُ. الْمَحَبَّةُ لاَ تَحْسِدُ. الْمَحَبَّةُ لاَ تَتَفَاخَرُ، وَلاَ تَنْتَفِخُ، وَلاَ تُقَبِّحُ، وَلاَ تَطْلُبُ مَا لِنَفْسِهَا، وَلاَ تَحْتَدُّ، وَلاَ تَظُنُّ السُّؤَ، وَلاَ تَفْرَحُ بِالإِثْمِ بَلْ تَفْرَحُ بِالْحَقِّ، وَتَحْتَمِلُ كُلَّ شَيْءٍ، وَتُصَدِّقُ كُلَّ شَيْءٍ، وَتَرْجُو كُلَّ شَيْءٍ، وَتَصْبِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ. اَلْمَحَبَّةُ لاَ تَسْقُطُ أَبَدًا" (1كورنثوس 4:13-8).
والمحبة التي قصد المسيح أن تملأ قلوب المؤمنين، عبّر عنها بكلماته: "ليس لأحد حب أعظم من هذا أن يضع أحد نفسه لأجل أحبائه" (يوحنا 13:15).
احبوا بعضكم بعضاً image

تأملات في كلمة الله غذاء للحياة اليومية

انتشرت روح الانتقاد ودينونة الآخرين في هذه الأيام، وقد تفشى هذا المرض الخبيث حتى بين المؤمنين، وصار هذا المرض مانعًا كبيرًا في سبيل خلاص النفوس ونمو الكنيسة وانتعاشها.
ومن أهم العوامل المسببة للانتقاد
-عدم التمرن على محبة الاخوة
لقد ترك الرب وصية تعتبر من أهم الوصايا وهي: "وَصِيَّةً جَدِيدَةً أَنَا أُعْطِيكُمْ: أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا. كَمَا أَحْبَبْتُكُمْ أَنَا تُحِبُّونَ أَنْتُمْ أَيْضًا بَعْضُكُمْ بَعْضًا. بِهذَا يَعْرِفُ الْجَمِيعُ أَنَّكُمْ تَلاَمِيذِي: إِنْ كَانَ لَكُمْ حُبٌّ بَعْضًا لِبَعْضٍ"
(يوحنا 34:13-35). وقال سليمان الحكيم: "البغضة تهيّج الخصومات والمحبة تستر كل الذنوب" (أمثال 12:10). ويخاطب الرب يسوع الفريسيين بقوله: "ولماذا تنظر القذى الذي في عين أخيك، وأما الخشبة التي في عينك لا تفطن لها؟ أم كيف تقول لأخيك دعني أخرج القذى الذي من عينك وها الخشبة في عينك؟ يا مرائي، أخرج أولاً الخشبة من عينك وحينئذ تبصر جيدًا أن تخرج القذى من عين أخيك" (متى 3:7-5). ولله درّ الشاعر الذي قال: "عين المحب عن كل عيب ضريرة".
خادم الرب الأخ حبيب
-الاعتقاد بأننا أفضل من إخوتنا
عندما تتجلى فينا هذه الروح نحاول أن نحكم على إخوتنا وكأننا أفضل منهم فننتقدهم بدون أن نصلحهم مع أن كلمة الله تقول: "أيها الإخوة، إن انسبق إنسان فأُخذ في زلّة ما، فأصلحوا أنتم الروحانيين مثل هذا بروح الوداعة، ناظرًا الى نفسك لئلا تجرّب أنت أيضًا" (غلاطية 1:6).
-الاتكال على البر الذاتي
بعدما أخطأ الانسان في جنة عدن ظهرت فيه محبة تبرير الذات. فعندما جاءه الله مفتشًا عنه، ناداه قائلاً: آدم، آدم! أين أنت؟ فقال: سمعت صوتك في الجنة فخشيت. ثم عندما سأله فيما إذا كان قد أكل من الشجرة التي أمره أن لا يأكل منها، قال: المرأة التي أعطيتني إياها هي أعطتني فأكلت". وهذا يعني بأن الحق ليس عليّ بل على المرأة.
لا تدينوا كي لا تدانوا image

تأملات في كلمة الله غذاء للحياة اليومية

كل مؤمن حقيقي يسكن فيه الروح القدس. "ولكن إن كان أحد ليس له روح المسيح فذلك ليس له" (رومية 9:8). وعبارة "فذلك ليس له" معناها "فذلك ليس للمسيح"، فكل مؤمن مغسول بدم المسيح يسكن فيه الروح القدس، لكن ليس كل مؤمن ممتلئًا بالروح القدس، وهذا هو السبب في ضعف حياة الكثيرين من المؤمنين.
قال الرب يسوع لتلاميذه: "لكِنَّكُمْ سَتَنَالُونَ قُوَّةً مَتَى حَلَّ الرُّوحُ الْقُدُسُ عَلَيْكُمْ، وَتَكُونُونَ لِي شُهُودًا فِي أُورُشَلِيمَ وَفِي كُلِّ الْيَهُودِيَّةِ وَالسَّامِرَةِ وَإِلَى أَقْصَىالأَرْضِ" (أعمال 8:1).
المؤمن غير الممتلئ بالروح القدس، لا يستطيع أن يشهد للمسيح شهادة مؤثرة.
والامتلاء بالروح القدس معناه أن يعطي المؤمن للروح القدس السيادة الكاملة على كل ينابيع حياته، وقد أوصى بولس الرسول القديسين في أفسس قائلاً: "وَلاَ تَسْكَرُوا بِالْخَمْرِ الَّذِي فِيهِ الْخَلاَعَةُ، بَلِ امْتَلِئُوا بِالرُّوحِ، مُكَلِّمِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا بِمَزَامِيرَ وَتَسَابِيحَ وَأَغَانِيَّ رُوحِيَّةٍ، مُتَرَنِّمِينَ وَمُرَتِّلِينَ فِي قُلُوبِكُمْ لِلرَّبِّ" (أفسس 18:5-19). فالمؤمن الممتلئ بالروح القدس يكلّم إخوته المؤمنين بمزامير وتسابيح وقلبه ملآن على الدوام بموسيقى الترنيم للرب.
امتلئوا بالروح image

تأملات في كلمة الله غذاء للحياة اليومية

تَحْتَ ظِلِّهِ اشْتَهَيْتُ أَنْ أَجْلِسَ، وَثَمَرَتُهُ حُلْوَةٌ لِحَلْقِي. (نشيد الأنشاد 2: 3)
ما أكبر الفرق بين شهوة المؤمنين الأتقياء وشهوات غير المؤمنين. يقول الحكيم "شهوة الأبرار خير فقط. . أما نفس الشرير فتشتهي بشر"(أم11: 32، 21: 10). طوبى للنفس التي تشتهي ان تتمتع بالرب وبالوجود في قرب منه وتحت ظله، "إلى اسمك وإلى ذكرك شهوة النفس. بنفسي اشتهيتك"(أش26: 8و9) والرب لا بد ان يظهر ذاته لنفوس التي تشتهي الوجود تحت ظله "الذي يحبني يحبه أبي وأنا أحبه وأظهر له ذاتي"(يو14: 21) "أنا أحب الذين يحبونني والذين يبكرون إلي يجدونني"(أم8: 17). أما غير الأتقياء فأنهم يشتهون ولا يمتلكون لأنه يطلبون رديا لكي ينفق في لذاتهم (يع4: 2و3).
تحت ظله اشتهيت ان اجلس image

تأملات في كلمة الله غذاء للحياة اليومية

كثيرًا ما نبدو ضعفاء أمام أتفه التجارب، ونشعر بحالة من الحزن والعزلة الروحية ونشعر كأن الله تركنا بلا حماية, أساس هذا الشعور هو افتقارنا لقوة الله... القوة التي كانت للرسول بولس، فكانت حياته انتصارات دائمة، واستعدادًا لتحمّل أي ضيق، لذلك قال: "فَلاَ تَخْجَلْ بِشَهَادَةِ رَبِّنَا، وَلاَ بِي أَنَا أَسِيرَهُ، بَلِ اشْتَرِكْ فِي احْتِمَالِ الْمَشَقَّاتِ لأَجْلِ الإِنْجِيلِ بِحَسَبِ قُوَّةِ اللهِ" (2تيموثاوس 8:1).
عندما لا تكون لنا قوة الله فذالك يعود الأيادي المسترخية. حيث لم تعد لنا الأيادي المشدّدة التي تشعر باحتياجها للرب. وذلك بسبب محبة العالم التي دخلت إلى قلوبنا ولمعت أمام أعيننا بما فيها من شهوة وحب الذات وتعظم المعيشة، فتحدّ هذه من إمكانيات الله التي وضعها فينا، مما أحدث إسترخاء في أيدينا وأبعد حياتنا عن أوقات الصلاة.
أن التجارب تقع على الجميع، مؤمنين كانوا أم أشرارًا، ولكن شتان ما بين تجارب الأشرار وتجارب المؤمنين! فَعن تجارب المؤمنين يقول الكتاب: "كثيرة هي بلايا الصدِّيق ومن جميعها ينجيه الرب". فهي مصحوبة بوعد بالنجاة، وأما عن تجارب الأشرار فيقول: "كثيرة هي نكبات الشرير أما الصديق فالرحمة تحيط به".
لقد تبدّلت أحزان يايرس وزوجته عندما دخل يسوع إلى بيتهما وأقام ابنتهما الميتة. وتبدّلت أحزان مرثا ومريم عندما أقام المسيح أخاهما لعازر بعدما كان له في القبر أربعة أيام. إن القلب الذي حل فيه المسيح بالإيمان لن يدخله الحزن أبدًا وإذا حدث أن عبر أحدنا في وادي البكاء سيتحوّل إلى ينبوع عزاء وأفراح.
أعلنَ ربنا يسوع المسيح حقيقة مجيدة في قوله "الحق الحق أقول لكم إنكم ستبكون وتنوحون والعالم يفرح. أنتم ستحزنون ولكن حزنكم يتحوّل إلى فرح". هذا الفرح هو فرح كامل وقلبي وأبدي، ولا يستطيع أحد أن ينزع هذا الفرح منا. وسيسمع كل منا صوت الرب يسوع المسيح قائلاً: ادخل إلى فرح سيدك.
كم نحتاج أن نصلّي صلاةً تدعم الإنسان تدعيمًا كليًا بقوة الله، وبمقتضاها نستطيع أن نواجه العالم ونتغلب على كل الضيقات والمشقات والآلام.
الضيقات والتجارب image

تأملات في كلمة الله غذاء للحياة اليومية

قال الرب يسوع المسيح لأتباعه: "هَا أَنَا أُرْسِلُكُمْ كَغَنَمٍ فِي وَسْطِ ذِئَابٍ، فَكُونُوا حُكَمَاءَ كَالْحَيَّاتِ وَبُسَطَاءَ
كَالْحَمَامِ."(مت 10: 16), وقال: "اذهبوا إلى العالم أجمع ونادوا بالإنجيل للخليقة كلها"، فانطلق هؤلاء يجوبون الدنيا بلا سلاحٍ ولا رماح، وأصغت الشعوب لرسالتهم أفرادٌ وجماعاتُ وأقبل الكثيرون إلى الإيمان بالمسيح بلا ضغوطٍ أو إغراءٍ أو تهديدٍ أو وعيدٍ. فأثبتت كلمة الإنجيل أنها أقوى من السلاح والرماح، وبتأثيرها تحولّت الذئاب الضَّارية إلى خراف وديعةٍ.
يقول الكتاب: "لاَ تَنْتَقِمُوا لأَنْفُسِكُمْ أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، بَلْ أَعْطُوا مَكَانًا لِلْغَضَبِ، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «لِيَ النَّقْمَةُ أَنَا أُجَازِي يَقُولُ الرَّبُّ. فَإِنْ جَاعَ عَدُوُّكَ فَأَطْعِمْهُ. وَإِنْ عَطِشَ فَاسْقِهِ. لأَنَّكَ إِنْ فَعَلْتَ هذَا تَجْمَعْ جَمْرَ نَارٍ عَلَى رَأْسِهِ». لاَ يَغْلِبَنَّكَ الشَّرُّ بَلِ اغْلِبِ الشَّرَّ بِالْخَيْرِ." (رومية 19:12-21)
أن الطريقة الوحيدة لنجاة الحمل من الذئاب الخاطفة هو اتباع الراعي الأمين. إذ أن التخلّف عنه خطوة واحدة يعرّض الحمل للافتراس. فالحمل في حماية الراعي طالما يتبعه خطوة بعد خطوة. ولا شك أننا باتباع الرب يسوع المسيح راعينا الصالح، وتمسكنا بصورة التعليم الصحيح، نأمن مكايد الأشرار، فنرفع هتافات الانتصار قائلين: "وَلكِنْ شُكْرًا ِللهِ الَّذِي يَقُودُنَا فِي مَوْكِبِ نُصْرَتِهِ فِي الْمَسِيحِ كُلَّ حِينٍ.".
ها انا ارسلكم كغنم في وسط ذئاب image

تأملات في كلمة الله غذاء للحياة اليومية

"أَمَّا الْبَارُّ فَبِالإِيمَانِ يَحْيَا" (رو1: 17)
الرب يسوع المسيح هو الطريق الوحيد للخلاص لأنه الوحيد القادر ان يحمل عنا عقاب الخطيئة (رومية 23:6) إنّ أفضل النّاس في العالم هم من يعيشون بالإيمان؛ إذ ليس هناك طريقة أخرى للعيش في البر في نظر الله. لا يمكننا أن نحيا باستقامة من تلقاء ذاتنا. إن كنّا سنثق بأنفسنا، أو بأيّ شيء يأتي منّا، فنحن لم نتعلّم شيئاً من حياة يسوع التي نعرفها من خلال الأسفار المقدّسة. يجب أن تتخلّى عن كل ثقة تملكها بنفسك أو الشعور في الاستقامة الذّاتيّة،إنّ الإعتماد على الذات لفهم الأمور الدّينيّة هو بمثابة تدمير للنّفس؛ فعليك أن تعتمد على الله الذي كشف عن نفسه من خلال ابنه يسوع المسيح.

أمّا أولئك الذين يتّكلون على أعمال النّاموس هم تحت اللّعنة، ولا يمكنهم أن يحيوا أمام الله.

إنّ حياتي لا تكمن بما أعتقد، أو أحبّ وأرغب، أو ما أتخيّله، أو ما أستمتع به، لكن فقط فيما يدركه إيماننا على أنّه كلمة الله. نعيش أمام الله واثقين بوعده، معتمدين على شخصه، قابلين ذبيحته، متقلّدين بالحق، ونقوم بتسليم أنفسنا إلى الله الآب، وابنه والرّوح القدس. إنّ ثقتنا المطلقة بيسوع ربّنا هي طريق الحياة، بينما تؤدّي كلّ الطّرق الأخرى إلى الموت.

البار بالايمان يحيا image

تأملات في كلمة الله غذاء للحياة اليومية

المرأة السامرية
قَالَتْ لَهُ الْمَرْأَةُ:"أَنَا أَعْلَمُ أَنَّ مَسِيَّا، الَّذِي يُقَالُ لَهُ الْمَسِيحُ، يَأْتِي. فَمَتَى جَاءَ ذَاكَ يُخْبِرُنَا بِكُلِّ شَيْءٍ", قَالَ لَهَا يَسُوعُ:"أَنَا الَّذِي أُكَلِّمُكِ هُوَ". (يوحنا 4 : 25-26)
الرب يسوع المسيح عندما قال لها ذلك بعد ان ظنته نبي (قَالَتْ لَهُ الْمَرْأَةُ: «يَا سَيِّدُ، أَرَى أَنَّكَ نَبِيٌّ! يو 4: 19)، فما كان منها إلا أن تركت جرتها عند البئر في ذهول ومضت مسرعة إلى المدينة تنادي بأعلى الصوت: تعالوا وانظروا إنساناً لم ألتق به في حياتي كشف كلّ الماضي الذي عشته وقال لي كلّ ما فعلت، لعله هو المسيح!؟ فأثار هذا اهتمام الجموع فخرجوا من المدينة وأتوا وراءها إلى حيثُ كان يسوع.

وكان التلاميذُ قد عادوا من السّوق وقد أحضروا الطعام وسألوه أن يأكل، فقال لهم: لي طعامٌ لآكل لستم تعرفونه، ثمّ قال: ارفعوا أعينكم وانظروا الحقول إنها قد ابيضت للحصاد، وعندها وصل أهل المدينة مع السامريّة إلى المكان حيث المسيح وتلاميذه فرأوه وسمعوا كلمات النعمة الخارجة من فمه، فأحبوه وآمن كثيرون به وطلبوا منه أن يمكثَ عندهم أياماً فمكث يومين وتحدّث خلالها لآخرين أيضاً وآمن آخرون، ولما ارتووا من اللقاء الشخصي معه، قالوا للمرأة كتعبير عن صدق إيمانهم، لسنا بعد بسبب كلامك نؤمن به لأننا نحن قد سمعنا ونعلم أنّ هذا هو بالحقيقة المسيح مخلص العالم، وبعد يومين صرفهما في السامرة واصل سيره إلى الجليل.

المرأة السامرية image

تأملات في كلمة الله غذاء للحياة اليومية

قال الرب يسوع المسيح: "قد سمعتم أنه قيل للقدماء: لا تزنِ. وأما أنا فأقول لكم: إن كل من ينظر إلى امرأة ليشتهيها، فقد زنى بها في قلبه" (متى 27:5-28) 
فالنظرة التي تؤدي إلى الشهوة هي أول خطوة في الطريق المنزلق، "ثم الشهوة إذا حبلت تلد خطية، والخطية إذا كملت تنتج موتاً" (يعقوب 15:1)
حقاً قال سليمان عن خطية الزنا: "لا يمل قلبك إلى طرقها، ولا تشرد في مسالكها. لأنها طرحت كثيرين جرحى، وكل قتلاها أقوياء" (أمثال 25:7-26) 
ولعله رأى عواقبها في تاريخ داود أبيه والمصائب التي حلّت عليه وعلى عائلته.
ومع أن المؤمن إذا أخطأ, قد يستردّ شركته مع الرب متى اعترف بخطيئته بندم وحزن شديدين وتعهّد من قلبه أن يكون حريصاً فيما بعد، لأن له الوعد الكتابي: ”إن اعترفنا بخطايانا فهو أمين وعادل حتى يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل إثم“ (1يوحنا 9:1). 
الزنا image

تأملات في كلمة الله غذاء للحياة اليومية

لا يمكن أبدًا للأشياء المادية أن تملأ احتياجات نفسية وروحية. فلا يمكن لأحدث الموبايلات أو أحدث السيارات، أو حتى الشهوات، أن تملأ قلبًا حزينًا فارغًا. والإنسان يجري وراء الأشياء وهو لا يعلم "كُلُّ مَنْ يَشْرَبُ مِنْ هذَا الْمَاءِ يَعْطَشُ أَيْضًا" (يوحنا 13:3).
الرب يسوع وحده هو الذي يملأ كيان الإنسان الداخلي لا الأشياء؛ فلقد قال ربنا يسوع: "مَنْ يَشْرَبُ مِنَ الْمَاءِ الَّذِي أُعْطِيهِ أَنَا فَلَنْ يَعْطَشَ إِلَى الأَبَدِ" (يوحنا 14:4). وقال داود النبي للرب: "أَنْتَ سَيِّدِي. خَيْرِي لاَ شَيْءَ غَيْرُكَ... أَمَامَكَ شِبَعُ سُرُورٍ. فِي يَمِينِكَ نِعَمٌ إِلَى الأَبَدِ" (مزمور 2:16 و11). وقال أساف أيضًا: "مَنْ لِي فِي السَّمَاءِ؟ وَمَعَكَ لاَ أُرِيدُ شَيْئًا فِي الأَرْضِ" (مزمور 25:73).
الحاجة الى واحد image

تأملات في كلمة الله غذاء للحياة اليومية

" طوبى لنا إن جعلنا اهتمامنا بالبشر أكثر من الحجر "
لكِنَّ الْعَلِيَّ لاَ يَسْكُنُ فِي هَيَاكِلَ مَصْنُوعَاتِ الأَيَادِي، كَمَا يَقُولُ النَّبِيُّ:
السَّمَاءُ كُرْسِيٌّ لِي، وَالأَرْضُ مَوْطِئٌ لِقَدَمَيَّ. أَيَّ بَيْتٍ تَبْنُونَ لِي؟ يَقُولُ الرَّبُّ، وَأَيٌّ هُوَ مَكَانُ رَاحَتِي؟ أَلَيْسَتْ يَدِي صَنَعَتْ هذِهِ الأَشْيَاءَ كُلَّهَا؟ (أع 7: 48-49)
الله يسكن في النفس التي خُلقت على صورة الله، وتشكّلت بيد الخالق نفسه. لذلك يقول بولس الرسول: "هيكل الله مقدس، الذي أنتم هو" (كو 3: 17).
هذه الهياكل مصنوعة من خشب وحجارة لكي ما تجتمع هياكل الله الحية فيه، وتصير معًا هيكل الله. المسيحي المنفرد هو هيكل الله، والمسيحيون الكثيرون هم هياكل الله.
يا لجمال الهيكل الذي تتشكل من الهياكل؛ وذلك مثل أعضاء كثيرة تكَّون جسدًا واحدًا، هكذا هياكل كثيرة تكَّون هيكلًا واحدًا.
الآن تلك الهياكل التي للمسيح، نفوس المسيحيين التقية مبعثرة في العالم، ولكن إذ يحل يوم الدينونة، يجتمعون معًا، ويكَّونون هيكلًا واحدًا في حياة أبدية...
لنفرح أننا تأهلنا أن نكون هيكل الله، لكن لنخشى لئلا نفسد هيكل الله بأعمال شريرة. لنخشى ما يقوله الرسول: "إن كان أحد يفسد هيكل الله، فسيفسده الله" (1 كو 3: 17).
ليت الله لا يجد فيكم، أي في هيكله، شيئًا دنسًا أو مظلمًا أو متشامخًا. فإن عانى هناك من مضايقة ينسحب سريعًا، ومن يفارقه المخلّص للحال يقترب الشيطان، كم تكون حالة النفس التعيسة حينما يفارقها الله ويمتلكها الشيطان؟ مثل هذه النفس تُحرم من النور، وتمتلئ ظلمة، تفقد العذوبة، وتمتلئ مرارة. إنها تحطم الحياة، وتجد الموت. إنها تنال عقوبة.
إن كان الله في تواضعه سمح بإقامة خيمة الاجتماع، ثم ببناء الهيكل، فإن راحته ليس في موضع معين، بل في حضوره وسط شعبه، الذي يحمل شعبه إلى العلى، ويرتفع بهم إلى ما فوق الحرف والمادة ليتمتعوا بالروح والسماء!
البشر قبل الحجر image

تأملات في كلمة الله غذاء للحياة اليومية

٤٦فَجَاءَ يَسُوعُ أَيْضًا إِلَى قَانَا الْجَلِيلِ، حَيْثُ صَنَعَ الْمَاءَ خَمْرًا. وَكَانَ خَادِمٌ لِلْمَلِكِ ابْنُهُ مَرِيضٌ فِي كَفْرِنَاحُومَ.٤٧هذَا إِذْ سَمِعَ أَنَّ يَسُوعَ قَدْ جَاءَ مِنَ الْيَهُودِيَّةِ إِلَى الْجَلِيلِ، انْطَلَقَ إِلَيْهِ وَسَأَلَهُ أَنْ يَنْزِلَ وَيَشْفِيَ ابْنَهُ لأَنَّهُ كَانَ مُشْرِفًا عَلَى الْمَوْتِ.٤٨فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ:"لاَ تُؤْمِنُونَ إِنْ لَمْ تَرَوْا آيَاتٍ
وَعَجَائِبَ"٤٩قَالَ لَهُ خَادِمُ الْمَلِكِ:"يَا سَيِّدُ، انْزِلْ قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ ابْنِي".٥٠قَالَ لَهُ يَسُوعُ:"اذْهَبْ. اِبْنُكَ حَيٌّ". فَآمَنَ الرَّجُلُ بِالْكَلِمَةِ الَّتِي قَالَهَا لَهُ يَسُوعُ، وَذَهَبَ.٥١وَفِيمَا هُوَ نَازِلٌ اسْتَقْبَلَهُ عَبِيدُهُ وَأَخْبَرُوهُ قَائِلِينَ:"إِنَّ ابْنَكَ حَيٌّ". 
يوحنا 4 : 46-51

كان الرجل الذي من حاشية الملك خادما للملك هيرودس. وقد سار نحو ثلاثين كيلومتراً ليرى يسوع، وخاطبه : "ياسيد"، واضعاً ذاته تحت يسوع مع أن له سلطاناً شرعياً عليه.
وكانت هذه المعجزة علامة لكل الناس، وليست مجرد معروف وخدمة لهذا الرجل.
كان لخادم الملك إيمان حتى إن يسوع صنع له ما طلب. لقد آمن "ثم" رأى.
مع أن ابن خادم الملك كان على بعد (30 كيلومترا) فقد شفي بمجرد أن نطق الرب يسوع بالكلمة. فلم تكن المسافات تشكل مشكلة لأن المسيح له سيادة وسلطان على المكان والمسافات.
إن هذا الرجل لم يؤمن فقط بقدرة الرب يسوع على الشفاء، بل أطاعه أيضاً وانصرف عائداً إلى بيته، مظهراً بذلك إيمانه. لا يكفي أن نقول إننا نؤمن بقدرة الرب يسوع على معالجة مشاكلنا، بل يلزم لنا أن نتصرف على أساس أنه يقدر. عندما تصلي من أجل احتياج أو مشكلة، كن واثقا بقدرة الرب يسوع على عمل ما يقوله.

ابن خادم الملك image

تأملات في كلمة الله غذاء للحياة اليومية

جاء شخص إلى المسيح قائلاً: "يا سيد، أتبعك أينما تمضي... ولكن ائذن لي أولاً أن أودّع الذين في بيتي". 
أجابه المسيح: يجب أن أكون أنا أولاً قبل الذين في بيتكَ. لقد أعطيتك الأولوية الأولى، وأنت أيضًا عليك أن تعطيني أولويتك الأولى. لا أريدك أن تضعني في الدرجة الثانية أو الثالثة، فلا أحد يتبعني وينظر إلى الوراء. 
الله يدعوك أن تكرس له حياتك كاملاً. فما هو الذي يأخذ المكانة الأولى في حياتك؟ المال، أو الجنس، أو السلطة، أو الكبرياء، أو الأسرة، أو الشهوات؟... إن أي شيء يأخذ الأولوية في حياتك سيدمرك. أعط المسيح الأولوية الأولى. إتبع تعاليمه الراقية السامية التي تحولك إلى إنسان آخر. قل له: يا رب، أنتَ أعطيتني كل شيء وتريد أن تعطيني أكثر وأكثر... أنت تريد أن تعطيني كنزَ شخصك! وأنا يا رب أُعطيكَ كل ما عندي وأضعهُ عندَ قدميك!
هذا هو الكنز الحقيقي السماوي الذي فيه الحياة الأبدية الذي يجعلك من أغنى الأغنياء وأقوى الأقوياء... إنه المسيح رب الفداء... فتعالَ إليه.
أتبعك أينما تمضي image

تأملات في كلمة الله غذاء للحياة اليومية

الرب يسوع المسيح هو خبز حياتنا ، وقوت يومي لارواحنا, "فقال لهم يسوع أنا هو خبز الحياة. من يقبل إليّ فلا يجوع ومن يؤمن بي فلا يعطش أبدا" (يوحنا 35:6). لقد وضع جسده على الصليب لكي يكون هو الذبيحة الحقيقية عن كل خاطىء أثيم، فهو المن الذي نزل من السماء لكي يشبع العطاش إلى البر وهو الخبز السماوي التي أتى من لدن عرش الله مباشرة لكي يمنح الحياة لكل من يطلبه بالتوبة والإيمان.
نحن الأموات روحياً بالذنوب والخطايا، متى تناولنا هذا الخبز الحي (أي آمنّا بيسوع المسيح) ، تدب فينا الحياة الروحية حيث يأتي الينا الروح القدس روح الله ليمكث فينا ويجعلنا أحياء روحياً ، وهذه الحياة لا تنتهي بانتهاء الجسد بل تستمر الى الأبد ، وكلام السيد هنا هو كلام روحي محض وليس حرفي لأن ربنا يسوع قال: "الروح هو الذي يحيي. اما الجسد فلا يفيد شيئا. الكلام الذي اكلمكم به هو روح وحياة " (يوحنا 6: 63).
يسوع خبز الحياة image
تم عمل هذا الموقع بواسطة