مرحباً بكم
اَللهُ، بَعْدَ مَا كَلَّمَ الآبَاء َبِالأَنْبِيَاءِ قَدِيمًا، بِأَنْوَاعٍ وَطُرُق كَثِيرَةٍ، كَلَّمَنَا فِي هذِهِ الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ فِي ابْنِهِ، الَّذِي جَعَلَهُ وَارِثًا لِكُلِّ شَيْءٍ، الَّذِي بِهِ أَيْضًا عَمِلَ الْعَالَمِينَ، الَّذِي، وَهُوَ بَهَاءُ مَجْدِهِ، وَرَسْمُ جَوْهَرِهِ، وَحَامِلٌ كُلَّ الأَشْيَاءِ بِكَلِمَةِ قُدْرَتِهِ، بَعْدَ مَا صَنَعَ بِنَفْسِهِ تَطْهِيرًا لِخَطَايَانَا، جَلَسَ فِي يَمِينِ الْعَظَمَةِ فِي الأَعَالِي. (عب1 : 1-3)
ما إن دخلت الخطيئة إلى العالم حتى أتى الله بالنعمة يسعى وراء الخاطئ، ولذلك ومن السؤال الأول: "آدم، أين أنت؟" وصولاً إلى التجسد، كان الله يكلم الإنسان. في أماكن عديدة وطرق مختلفة في أوقات سابقة، عرّف الله الناس على فكره من خلال رجال موحىً بهم من الله، وأنبياء كانوا "تكلموا مسوقين من الروح القدس". فقد تكلم الله مع إشعياء في رؤيا (إش 6) كما خاطب يعقوب في حلم (تك 28:10-22). أما إبراهيم وموسى فقد كلمهما شخصياً (تك 18 ؛ خر 31:18).
لم يعد يرسل الله رسولاً للإنسان ليعرّفَه على إرادته وليدعوه للعودة إليه، بل إن الله نفسه يخرج إلى الإنسان بالابن. هذا يشبه تماماً ما يتحدث عنه الرسول (يوحنا1 : 14 و18): "وَالْكَلِمَةُ صَارَ جَسَداً وَحَلَّ بَيْنَنَا وَرَأَيْنَا مَجْدَهُ مَجْداً كَمَا لِوَحِيدٍ مِنَ الآبِ مَمْلُوءاً نِعْمَةً وَحَقّاً". "اللَّهُ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ قَطُّ. اَلاِبْنُ الْوَحِيدُ الَّذِي هُوَ فِي حِضْنِ الآبِ هُوَ خَبَّرَ". فما عاد الله محتجباً أو بعيداً. لقد تواضع نازلاً إلى عالمه الخاص طالباً أولئك الذين ضلوا السبيل عنه، معلناً نفسه بكل قداسته اللامتناهية وبرّه وفي نفس الوقت بكل محبته وحنوه. في المسيح، أُنبئنا كلياً عن الله. وما من أحد يحتاج لأن يقول الآن:"أرنا الآب وكفى"، لأن الابن الأزلي السرمدي الذي صار إنساناً ليجعل الله معروفاً قد قال: "من رآني فقد رأى الآب. أنا والآب واحد". إنه لأمر في غاية الأهمية أن ندرك هذه الحقيقة الهائلة. الابن واحدٌ مع الآب ومع الروح (القدس). الجميع متساوون في الجوهر والسرمدية.
لا يتحدث يسوع المسيح بلسان الله فقط، بل إنه هو الله ذاته، الله الذي تحدث في العهد القديم. وهو أزلي أبدي، به خلق الله الآب العالم (يو 1:3 ؛ كو 1:16). وهو الإعلان الكامل لله ولن يجد الإنسان صورة لله أوضح من أن يتطلع إلى يسوع المسيح. إن يسوع المسيح هو التجسد الكامل لله.
أنتم من الله أيها المؤمنين المتواضعين وقد غلبتم الشرير بالذي فيكم أي الروح القدس أعظم من الذي في العالم. الروح القدس فينا يعلمنا ويرشدنا ولنا به الغلبة على كل ما في العالم. فجميع الذين وُلدوا حقًا من الله، يقبلون تعليم الرسل، لأن الرسل قد تكلموا بكلام الله
عندما يكون المؤمن أمينا لله في تعليمه أي ينادي بكلمة الله بأمانة، فإن أول شيء سيواجهه هو عدم رضى العالم عليه وتقييمه بشكل سلبي، فلن يكتسب شعبية، ولن ينال محبة العالم. فالناس لا يريدون أن يستمعوا إلى التنديد بخطاياهم. ولا يريدون الإستماع إلى من يطالبهم بتغيير حياتهم.
بينما نلاحظ أن المعلِّمون الكذبة لهم شعبية كبيرة لأن مصدر ومنبع كل ما يتكلَّمون به من تعليم هي من العالم لهذا نرى العالم يسمع لهم، لأنهم يقولون للشعب ما يريد الشعب أن يسمعه.
أما المؤمنين المتواضعين بإستطاعتهم أن يغلبوا هؤلاء المعلِّمين الكذبة، لأن الروح القدس في داخلهم، وكل من يعرف الله يسمع لهم ويعرف أن كلامهم من الله، أما الذي ليس من الله فلا يسمع لهم.
أَيُّهَا الإِخْوَةُ، إِنِ انْسَبَقَ إِنْسَانٌ فَأُخِذَ فِي زَلَّةٍ مَا، فَأَصْلِحُوا أَنْتُمُ الرُّوحَانِيِّينَ مِثْلَ هذَا بِرُوحِ الْوَدَاعَةِ، نَاظِرًا إِلَى نَفْسِكَ لِئَلاَّ تُجَرَّبَ أَنْتَ أَيْضًا، احْمِلُوا بَعْضُكُمْ أَثْقَالَ بَعْضٍ، وَهكَذَا تَمِّمُوا نَامُوسَ الْمَسِيحِ، لأَنَّهُ إِنْ ظَنَّ أَحَدٌ أَنَّهُ شَيْءٌ وَهُوَ لَيْسَ شَيْئًا، فَإِنَّهُ يَغُشُّ نَفْسَهُ.(غل 6 : 1-3)
لا يظن أحد أنه مستقل تماماً ولا حاجة به إلى معاونة الآخرين له، ولا يشعر أحد أنه يمكنه أن يستغني عن معاونة الآخرين له، فإن جسد المسيح، الكنيسة الجامعة في كل العالم، لا يعمل جيداً إلا متى عمل الأعضاء معاً لخير كل الجسد.
إن ناموس المسيح هو ناموس المحبة، والمحبة تتطلب أن نساعد الآخرين في محنتهم وأن نشاركهم الأحمال والأثقال، إن ظنّ أحدٌ أنه أسمى من هكذا خدمةٍ وأن هذا لا يتناسب مع كرامته، فإنه إنما يُظهرُ ضآلته ذاته، "لأَنَّهُ إِنْ ظَنَّ أَحَدٌ أَنَّهُ شَيْءٌ وَهُوَ لَيْسَ شَيْئاً، فَإِنَّهُ يَغِشُّ نَفْسَهُ".
لأَنَّ كُلَّ النَّامُوسِ فِي كَلِمَةٍ وَاحِدَةٍ يُكْمَلُ:"تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ"، فَإِذَا كُنْتُمْ تَنْهَشُونَ وَتَأْكُلُونَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا، فَانْظُرُوا لِئَلاَّ تُفْنُوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا.(غل 5 : 14-15)
الروح القدس الذي يسكن في كل مؤمن هو روح محبة، وإن الطبيعة الجديدة هي طبيعة قد غرسها الله بنفسه، فالله محبة وبذلك فمن الطبيعي أن تحب في الطبيعة الجديدة. عندما تجد أخاك المؤمن يسلك بطريقة ليس فيها محبة، ولا يكون لطيفاً في تعامله، يمكن نعتبر أن تلك هي الطبيعة القديمة وليست الطبيعة الجديدة، وهي التي تتسلط عليه في تلك اللحظة. ليتنا نسلك في المحبة لكي يتمجد المسيح في جميع طرقنا!
عندما لا يكون دافعنا هو المحبة، نصبح نقَّاداً للآخرين, نكف عن رؤية ما هو صالح فيهم، ولا نرى إلا أخطاءهم وسرعان ما تتحطم وحدة المؤمنين، فهل تحدثت عن إنسان آخر من وراء ظهره. هل ركزت نظرك على نقط الضعف في الآخرين عوضاً عن نقط القوة فيهم؟ اذكر وصية الرب يسوع بأن نحب الآخرين كما نحب أنفسنا (مت 22:39). عندما تحس بأنك تنقد الآخرين، أكتب قائمة بالصفات الإيجابية في ذلك الشخص, ولا تقل شيئاً من وراء ظهره لا تستطيع أن تقوله في مواجهته.
وَأَقُولُ لَكُمْ أَيْضًا: إِنَّ مُرُورَ جَمَل مِنْ ثَقْب إِبْرَةٍ أَيْسَرُ مِنْ أَنْ يَدْخُلَ غَنِيٌّ إِلَى مَلَكُوتِ اللهِ!". (مت ١٩ : ٢٤)
هذا المثل الذي قاله الرب يسوع إنما يدل على إستحالة دخول الغني ملكوت الله وفي كل تاريخ المسيحية غالباً ما نرى أن الفقراء بالمال في هذا العالم هم الذين كانوا أغنياء بالإيمان، {اسْمَعُوا يَا إِخْوَتِي الأَحِبَّاءَ: أَمَا اخْتَارَ اللهُ فُقَرَاءَ هذَا الْعَالَمِ أَغْنِيَاءَ فِي الإِيمَانِ، وَوَرَثَةَ الْمَلَكُوتِ الَّذِي وَعَدَ بِهِ الَّذِينَ يُحِبُّونَهُ؟} (يع ٢ : ٥)
ويعسر أن يدخل غنيّ إلى ملكوت الله لأنه غالبًا ما يصبح الغنى صَنمًا في حياة الغني لأنّه من الصعب امتلاك المال بغير الاتكال عليه {"لاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَخْدِمَ سَيِّدَيْنِ، لأَنَّهُ إِمَّا أَنْ يُبْغِضَ الْوَاحِدَ وَيُحِبَّ الآخَرَ، أَوْ يُلاَزِمَ الْوَاحِدَ وَيَحْتَقِرَ الآخَرَ. لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَخْدِمُوا اللهَ وَالْمَالَ.} (مت ٦ : ٢٤)
وغالبا مايأتي الغنى من محبة المال {لأَنَّ مَحَبَّةَ الْمَالِ أَصْلٌ لِكُلِّ الشُّرُورِ، الَّذِي إِذِ ابْتَغَاهُ قَوْمٌ ضَلُّوا عَنِ الإِيمَانِ، وَطَعَنُوا أَنْفُسَهُمْ بِأَوْجَاعٍ كَثِيرَةٍ.} (١تيمو ٦ : ١٠) فمحبة المال (محبة جمع المال) تجُر إلى شرور كثيرة شر وراء شر. في سبيل محبة المال قد يكذب الشخص وقد يغش ويضغط على ضميره إلى غير ذلك من الشرور.
ويوجد بعض النماذج في حياتنا هذه، من يتكلم عن الأمور الروحية ويكون غني ومظاهرالترف لا تفارقه أبداً ولا يتكلم بالأمور الروحية كذلك إلا مع من كان على شاكلته من الأغنياء، ظناً منه أنه ربح الدنيا والأخرة!.
ويوجد أيضاً من يكون ذو أموال طائلة ولكن لا يعترف بنفسه أنه غني! حيث عندما يقارن نفسه مثلاً بمالك أكبر شركة تأمين بالعالم، فيظن نفسه فقيراً أمامه ولكنه غني بالنسبة لمجتمعه، بذلك لا يعترف بأنه غني، لعدم تقديره الصحيح لمعايير الغنى من شدة حبه للمال.
ويوجد من أصبح غني مادياً من التجارة بالدين فالكثير من الكنائس تفتقر للروح القدس وأصبحت بيت تجارة ومغارة لصوص.
وينطبق على هؤلاء جميعا قول الإنجيل {...أَنَّ لَكَ اسْمًا أَنَّكَ حَيٌّ وَأَنْتَ مَيْتٌ.} (رؤ ٣ : ١)
الرب يحب الفقراء وقارن نفسه بهم {تُصَدِّقُ مِنْ مَالِكَ وَ لا تُحَوِّلْ وَجْهَكَ عَنْ فَقِيْرٍ وَ حِيْنَئِذٍ فَوَجَّهَ الْرَّبُّ لا يَحُوْلُ عَنْكَ} (طو ٤ : ٧)
{لأَنَّ الْفُقَرَاءَ مَعَكُمْ فِي كُلِّ حِينٍ، وَأَمَّا أَنَا فَلَسْتُ مَعَكُمْ فِي كُلِّ حِينٍ.} (مت ٢٦ : ١١)
{قَالَ لَهُ يَسُوعُ:"إِنْ أَرَدْتَ أَنْ تَكُونَ كَامِلاً فَاذْهَبْ وَبعْ أَمْلاَكَكَ وَأَعْطِ الْفُقَرَاءَ، فَيَكُونَ لَكَ كَنْزٌ فِي السَّمَاءِ، وَتَعَالَ اتْبَعْنِي".} (مت ١٩ : ٢١)
{حِينَئِذٍ يُجِيبُونَهُ هُمْ أَيْضًا قَائِلِينَ: يَارَبُّ، مَتَى رَأَيْنَاكَ جَائِعًا أَوْ عَطْشَانًا أَوْ غَرِيبًا أَوْ عُرْيَانًا أَوْ مَرِيضًا أَوْ مَحْبُوسًا وَلَمْ نَخْدِمْكَ؟، فَيُجِيبُهُمْ قِائِلاً: الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: بِمَا أَنَّكُمْ لَمْ تَفْعَلُوهُ بِأَحَدِ هؤُلاَءِ الأَصَاغِرِ، فَبِي لَمْ تَفْعَلُوا. (مت 25 : 44-45)
نجد أن الغني عندما تصادقه أي ضائقة صغيرة كانت أم كبيرة يُسرع إلى السيِّد المال الذي يخدمه ليحل له مشكلته ولا يلتجئ إلى الرب إلى عندما يعجز المال عن حل مشكلته!، بينما الفقير يصرخ للرب دائماً ليس لديه سوى الصلاة للرب المعين له، {أَمَّا أَنَا فَمِسْكِينٌ وَفَقِيرٌ. اَللَّهُمَّ، أَسْرِعْ إِلَيَّ. مُعِينِي وَمُنْقِذِي أَنْتَ. يَا رَبُّ، لاَ تَبْطُؤْ.} (مز ٧٠ : ٥)
{لأَنَّهُ يُنَجِّي الْفَقِيرَ الْمُسْتَغِيثَ، وَالْمَِسْكِينَ إِذْ لاَ مُعِينَ لَهُ.} (مز ٧٢ : ١٢)
نلاحظ أن الرب يسوع امتدح الأرملة الفقيرة (مر ١٢ : ٤٢) وتقول لنا كلمة الله أن المؤمن الفقير خيراً عند الله من الغني:
{وَ لا تَخَفْ يَا وَلَدِيَ فَانّا نَعِيْشُ عِيْشَةَ الْفُقَرَاءِ وَ لَكِنْ سَيَكُوْنُ لَنَا خَيْرٌ كَثِيْرَ اذَا اتَّقَيْنَا الْلَّهِ وَ ابْتَعَدْنَا عَنْ كُلِّ خَطِيْئَةٍ وَ فِعْلُنَا خَيْرا }(طو ٤ : ٢٣)
{زِينَةُ الإِنْسَانِ مَعْرُوفَهُ، وَالْفَقِيرُ خَيْرٌ مِنَ الْكَذُوبِ.} (أم ١٩ : ٢٢)
{اَلْفَقِيرُ السَّالِكُ بِاسْتِقَامَتِهِ، خَيْرٌ مِنْ مُعْوَجِّ الطُّرُقِ وَهُوَ غَنِيٌّ.} (أم ٢٨ : ٦)
أما المؤمن الغني فيعوزه شيء واحد كما قال الرب {فَنَظَرَ إِلَيْهِ يَسُوعُ وَأَحَبَّهُ، وَقَالَ لَهُ:"يُعْوِزُكَ شَيْءٌ وَاحِدٌ: اِذْهَبْ بِعْ كُلَّ مَا لَكَ وَأَعْطِ الْفُقَرَاءَ، فَيَكُونَ لَكَ كَنْزٌ فِي السَّمَاءِ، وَتَعَالَ اتْبَعْنِي حَامِلاً الصَّلِيبَ".} (مر ١٠ : ٢١)
اَللهُ رُوحٌ. وَالَّذِينَ يَسْجُدُونَ لَهُ فَبِالرُّوحِ وَالْحَقِّ يَنْبَغِي أَنْ يَسْجُدُوا". (يو ٤ : ٢٤)
كان يتم السجود لله في الهيكل بشكل طقسي لا روحي (انظر عبرانيين 1:9-14). فأتت الساعة لتبطيل ذلك وتبديلهِ بالسجود الروحي لله الآب بابنهِ يسوع المسيح الذي صار هو بذاتهِ لنا الهيكل الحقيقي بعد موتهِ وقيامتهِ (راجع يوحنا 18:2-22).
يجب أن نتذكر دائمًا أن الرب يسوع المسيح هو ذاتهُ الحق، كما أنهُ الواسطة لإعلان النعمة أيضًا، {لأَنَّ النَّامُوسَ بِمُوسَى أُعْطِيَ، أَمَّا النِّعْمَةُ وَالْحَقُّ فَبِيَسُوعَ الْمَسِيحِ صَارَا.} (يو ١ : ١٧)
نذكر بعض الأحداث التي تمت فيها السجود للرب يسوع المسيح، علما أنه وحدَهُ دون غيره قَبِل السجود، بينما كل إنسان آخر يعرف الله يرفض أن يسجد له فقد رفض بطرس أن يُسجد لهُ وقال لكرنيليوس {...قَائِلاً:"قُمْ، أَنَا أَيْضًا إِنْسَانٌ".} (أع ١٠ : ٢٦) وكذلك الملاك في سفر الرؤيا رفض أيضاً السجود وقال ليوحنا اسجد لله. (رؤ ٢٢ : ٩)
-وَفِيمَا هُوَ يُكَلِّمُهُمْ بِهذَا، إِذَا رَئِيسٌ قَدْ جَاءَ فَسَجَدَ لَهُ قَائِلاً:"إِنَّ ابْنَتِي الآنَ مَاتَتْ، لكِنْ تَعَالَ وَضَعْ يَدَكَ عَلَيْهَا فَتَحْيَا". (مت ٩ : ١٨)
رئيس مجمع واسمه يايرس (مر ٥ : ٢٢) ويعتبر من أكثر الأشخاص معرفة بأن السجود لله وحده ويعلم أيضا بأن الذي يستطيع أن يقيم الموتى هو الله، آمن هذا الرئيس بالمسيح ابن الله {فَمِنْ أَجْلِ هذَا كَانَ الْيَهُودُ يَطْلُبُونَ أَكْثَرَ أَنْ يَقْتُلُوهُ، لأَنَّهُ لَمْ يَنْقُضِ السَّبْتَ فَقَطْ، بَلْ قَالَ أَيْضًا إِنَّ اللهَ أَبُوهُ، مُعَادِلاً نَفْسَهُ بِاللهِ.} (يو ٥ : ١٨)، وآتى وسجد له وطلب منه إحياء ابنته الميتة، عظيم إيمان هذا الرجل ولم يكترث بأحد وعن ماذا سيقال عنه أو النقد الذي سوف يتعرض له من زملائه ولا خاف على منصبه {...لأَنَّ الْيَهُودَ كَانُوا قَدْ تَعَاهَدُوا أَنَّهُ إِنِ اعْتَرَفَ أَحَدٌ بِأَنَّهُ الْمَسِيحُ يُخْرَجُ مِنَ الْمَجْمَعِ.} (يو ٩ : ٢٢)
-والمولود أعمى عندما جعله الرب يسوع يبصر {٣٥فسمع يسوع أنهم أخرجوه خارجا، فوجده وقال له:«أتؤمن بابن الله؟» ٣٦أجاب ذاك وقال: «من هو يا سيد لأومن به؟» ٣٧فقال له يسوع: «قد رأيته، والذي يتكلم معك هو هو!». ٣٨فقال: «أومن يا سيد!». وسجد له.} (يو 9 :35- 38)
-والإنسان الذي كان به روح نجس ومعذب كثيرا {فَلَمَّا رَأَى يَسُوعَ مِنْ بَعِيدٍ رَكَضَ وَسَجَدَ لَهُ،} (مر ٥ : ٦) ثم أمر الرب يسوع الروح النجس بالخروج من هذا الإنسان المعذب.
-وكذلك الأبرص الذي جاء إلى الرب يسوع
{وَإِذَا أَبْرَصُ قَدْ جَاءَ وَسَجَدَ لَهُ قَائِلاً:"يَا سَيِّدُ، إِنْ أَرَدْتَ تَقْدِرْ أَنْ تُطَهِّرَنِي".} (مت ٨ : ٢) وهذا يدل على إيمانه بالرب يسوع وقدرته على شفائه
-وعندما دخلَ الرب يسوع السفينة الصغيرة بعد المشي على الماء، وهدوء الريح
{وَالَّذِينَ فِي السَّفِينَةِ جَاءُوا وَسَجَدُوا لَهُ قَائِلِينَ:"بِالْحَقِيقَةِ أَنْتَ ابْنُ اللهِ!".} (مت ١٤ : ٣٣) لقد شهدوا هكذا ظهور للقدرة الفائقة لدرجة أن التلاميذ خرُّوا أمام الرب ساجدين وقائلين له: "«بِالْحَقِيقَةِ أَنْتَ ابْنُ اللَّهِ!»".
-والمرأة الكنعانية {فَأَتَتْ وَسَجَدَتْ لَهُ قَائِلَةً:"يَا سَيِّدُ، أَعِنِّي!"} (مت ١٥ : ٢٥)
-مريم المجدلية ومريم الأخرىُ {وَفِيمَا هُمَا مُنْطَلِقَتَانِ لِتُخْبِرَا تَلاَمِيذَهُ إِذَا يَسُوعُ لاَقَاهُمَا وَقَالَ:"سَلاَمٌ لَكُمَا". فَتَقَدَّمَتَا وَأَمْسَكَتَا بِقَدَمَيْهِ وَسَجَدَتَا لَهُ.} (مت ٢٨ : ٩)
-وعند ظهور الرب يسوع تلاميذه في الجليل، بعد القيامة، وقف أمامهم بجسده الممجَّد، فسجدوا للربّ الحيّ المحبّ مع أنّ الشكّ بقى في أفكار بعضهم. {وَلَمَّا رَأَوْهُ سَجَدُوا لَهُ، وَلكِنَّ بَعْضَهُمْ شَكُّوا.} (مت ٢٨ : ١٧)
-والمؤمنين الأتقياء سجدوا للرب يسوع عندما ارتفع عنهم إلى السماء
فَسَجَدُوا لَهُ وَرَجَعُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ، (لو ٢٤ : ٥٢)
وفي (رؤيا يوحنا 4 : 10-11) نجد كيف يسجدون الشيوخ في عبادةٍ، ويطرحون أكاليلهم عند أقدام ذاك الذي يجلس على العرش، الحي إلى أبد الآبدين {وَالْحَيُّ. وَكُنْتُ مَيْتًا، وَهَا أَنَا حَيٌّ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ! آمِينَ. وَلِي مَفَاتِيحُ الْهَاوِيَةِ وَالْمَوْتِ.} (رؤ ١ : ١٨) فيعبدونه كخالق وهم يقولون: "أَنْتَ مُسْتَحِقُّ أَيُّهَا الرَّبُّ أَنْ تَأْخُذَ الْمَجْدَ وَالْكَرَامَةَ وَالْقُدْرَةَ، لأَنَّكَ أَنْتَ خَلَقْتَ كُلَّ الأَشْيَاءِ، وَهِيَ بِإِرَادَتِكَ كَائِنَةٌ وَخُلِقَتْ".
يسوع المسيح، الله الابن، {الَّذِي لَنَا فِيهِ الْفِدَاءُ، بِدَمِهِ غُفْرَانُ الْخَطَايَا، الَّذِي هُوَ صُورَةُ اللهِ غَيْرِ الْمَنْظُورِ، بِكْرُ كُلِّ خَلِيقَةٍ، فَإِنَّهُ فِيهِ خُلِقَ الْكُلُّ: مَا في السَّمَاوَاتِ وَمَا عَلَى الأَرْضِ، مَا يُرَى وَمَا لاَ يُرَى، سَوَاءٌ كَانَ عُرُوشًا أَمْ سِيَادَاتٍ أَمْ رِيَاسَاتٍ أَمْ سَلاَطِينَ. الْكُلُّ بِهِ وَلَهُ قَدْ خُلِقَ.} (كو 1 :14- 16) ولذلك فهو الذي يتربع على العرش وهو مركز وموضوع العبادة التي تُوصف هنا.
فَقَالَ لَهُمْ:"لِمَاذَا أَنْتُمْ نِيَامٌ؟ قُومُوا وَصَلُّوا لِئَلاَّ تَدْخُلُوا فِي تَجْرِبَةٍ". (لو ٢٢ : ٤٦)
قام الرب يسوع من الصلاة وجاء إلى تلاميذهِ فوجدهم نيامًا من الحزن، فقال لهم: لماذا أنتم نيام؟ قوموا وصلُّوا لئلا تدخلوا في تجربةٍ.
عَلِمَ الرب يسوع أن الأعداء مع يهوذا الإسخريوطي قادمين إلى البستان والتلاميذ نيام غير مُستعدين لحادثة كهذه، نلاحظ أنه يقول للتلاميذ أن يُصلُّوا لأجل أنفسهم لكي لا يدخلوا في تجربة. حيث كان العدو آتيًا عليهم جميعًا مُهيجًا العالم ضدَّهم كان يَجيِب أن يبقوا متيقظين فلا يسقطوا كما سقط بطرس، فكان يجب أن ينتبهوا للظروف الخطرة المُحيطة بهم ويصرخوا لله القادر أن يحفظهم من التجربة. وهذه من الطلبات الواجب علينا تقديمها دائمًا كما قيل في الصلاة الربانية، وَلاَ تُدْخِلْنَا فِي تَجْرِبَةٍ، لكِنْ نَجِّنَا مِنَ الشِّرِّيرِ. لأَنَّ لَكَ الْمُلْكَ، وَالْقُوَّةَ، وَالْمَجْدَ، إِلَى الأَبَدِ. آمِينَ. (مت ٦ : ١٣)
لذلك يجب علينا الصلاة كل حين والحياة مع الله بالدوام على قرائة كلمته المقدسة {...اَلْكَلاَمُ الَّذِي أُكَلِّمُكُمْ بِهِ هُوَ رُوحٌ وَحَيَاةٌ} (يو ٦ : ٦٣) والإتكال عليه والإبقاء على قنوات التواصل معه مفتوحة، فيعطينا هذا، الدعم والتشجيع ويصبح كدرع الحماية من التجارب، وهذا لا يعني بالضرورة أن التجارب لن تأتي، قد يسمح الله أن نكون في غربال الشيطان إلى حين، حتى ينكشف لنا الجسد الفاسد فينا فنتعلم أن نتكل على الله وليس على أنفسنا وحكمتنا، ولكن إن أتت التجربة فستجدنا ثابتين في الإيمان غير متزعزعين، فلا نقع في شركها.
يقول بولس الرسول لكنائس غلاطية: “أَفَأَسْتَعْطِفُ الآنَ النَّاسَ أَمِ اللهَ؟ أَمْ أَطْلُبُ أَنْ أُرْضِيَ النَّاسَ؟ فَلَوْ كُنْتُ بَعْدُ أُرْضِي النَّاسَ، لَمْ أَكُنْ عَبْدًا لِلْمَسِيحِ”(غلاطية 10:1).
كان على بولس الرسول أن يخاطب بقوة بالكلام للمؤمنين في غلاطية لأنهم كانوا في خطر داهم، ولم يعتذر عن كلماته الصريحة، فقد كان يعلم أنه لا يستطيع أن يخدم المسيح بأمانة إذا سمح للمؤمنين الغلاطيين أن يستمروا في الطريق الخاطئ.
كم من خدام أصدروا أحكاماً لإرضاء الناس.. أصدروا هذه الإحكام وهم يعلمون تماماً أنها لا تتفق مع إرادة الله، ولا مع إعلانات كلمته، وكانت النتيجة الإنشقاقات والعثرات داخل كنائسهم.
إن الرعاية الأمينة والأحكام السليمة مصدرها الحياة الممتلئة بالروح القدس.
ليتنا نكون مؤمنين حقيقيِّين لا نطلب أن نرضي الناس، لئلاَّ نُفقد من مركزنا كخدَّام المسيح, ومن الشجاعة أن يضع المؤمن إرضاء الله قبل كل شيء.
الوصية الثانية من الوصايا العشر
•لا تصنع لك تمثالاً منحوتاً ولا صورة ما مما في السماء من فوق وما في الأرض من تحت وما في الماء من تحت الأرض. لا تسجد لهن ولا تعبدهن. لأني أنا الرب إلهك إله غيور، أفتقد ذنوب الآباء في الأبناء في الجيل الثالث والرابع من مبغضيّ. وأصنع إحساناً إلى ألوف من محبيَّ وحافظي وصاياي
خروج 20:4-6
هل صور المسيح مخالفة للكتاب المقدس؟
يتهم المسلمون واليهود أكثرية المسيحيين بتجاوز أوامر الله قائلين: أنتم الذين تخالفون وصية الله الأساسية، لأنكم ترسمون صوراً عنه تعالى وتعرضونها على الملأ بحسب تخيلاتكم البشرية, واعتبار كل رسم لله إهانة له وتشويه وتجديف على جلاله.
من يمعن الفكر في الوصية الثانية يلاحظ أنها لا تحرم عرض الله بالرسوم، بل تحذرنا من كل نوع من عبادة الأوثان. من يكرم أو يعبد آلهة أخرى أو تماثيل أو منحوتات أو أصناماً أو منقوشات إلى جانب الله يقع في حموّ غضبه.
يفهم المسيحيون الوصية الثانية عادة بغير ما يفهمها اليهود والمسلون. لقد أصبح المسيح في الميلاد إنساناً، وبذلك صار ظاهراً للعيان. واستحق يسوع الإعلان الفريد: •الذي رآني فقد رأى الآب )يوحنا 14:9(. ففيه تم بلوغ هدف الخلق، إذ •خلق الله الإنسان على صورته. على صورة الله خلقه. ذكراً وأنثى خلقهم )تكوين 1:27(. فآدم وحواء دُعي كلاهما أن يمثّلا صورة الله. ويعكس وجه الإنسان حتى اليوم بقية المجد من سمو الله.
لنا الامتياز أن نفرح بالخليقة ونرسم الأزهار والحيوانات والناس، ولكنه لا يجوز أن نؤلهها أو نعبدها. المخلوق يبقى مخلوقاً ولا يليق أن نعتبره خالقاً. إنما صورة الله في الإنسان تشوّهت بعد السقوط في الخطية حيث عمّ الشر عالمنا. وأما يسوع، آدم الثاني فقد أعاد بشخصه صورة الله إلى الإنسان. والرسول بولس اعترف جهراً بأنه: •صورة الله غير المنظور (كولوسي 1:15).
ولد يسوع ومات وقام لأجل تبرير الجميع. ولذلك يحق لنا أن نرسمه, فهو على مدى الأزمان صورة الله الأصلية في هيئة إنسان. وليست محبته وفرحه وسلامه وصبره نظريات وهمية، وإنما حقيقة ملموسة. في المسيح اقترب الله منا. وهو لم يأت إلينا بهيئة مخيفة كإلهة الهند {كالي القاتلة}، بل كحمل وديع استعد أن يحتمل غضب الله عوضاً عنا، ويموت لأجل خلاصنا لنحيا معه إلى الأبد. وقد غرس فكرة التضحية في قلوبنا، فأصبح الصليب رمز المحبة الإلهية الذي لا يفنى. وتتوّجت قيامة المسيح في ظهوره، بحيث ظهر جسده الروحي للعيان. وطلب إلى تلاميذه أن يجسّوه. فلندرك جميعنا أن وقت الابتعاد عن الله قد انتهى وتجلّت صورته في المسيح أمامنا(لوقا 24:39).
من مبادئ الروح القدس أن لا يعظم نفسه بل المسيح مصلوباً وحيّاً. لذلك لا يُبرِز أتباع يسوع أنفسهم ولا يستكبرون، بل على العكس فإنهم يعطون العظمة والمجد للحمل المذبوح لأجلهم. وهكذا تحتج مريم أم يسوع وجميع القديسين بشدة على إبراز تماثيلهم وصورهم، ولا يريدون أن يظهروا على المذابح أو في البيوت عوضاً عن المصلوب. ليس أحد صالحاً إلاّ الله. وأما نحن فقد نلنا تبريرنا وقداستنا بالنعمة فقط. لذلك يعارض الكتاب المقدس كل من يصلي إلى مريم والقديسين ويطلب شفاعتهم. فمَن يفعل ذلك يكسر الوصية الثانية، ولا يضع ثقته في وحدة الثالوث وحده بل يوزعها بين الله ومخلوقاته الزمنية. لا صورة ولا تمثال ولا أثر تذكاري ولا عظام قديس متوفي تقدر أن تأتي بعجائب أو تمنح قوة شافية بل الله وحده يخلصنا بابنه يسوع المسيح. إن الأصنام في الكنائس رجس عند الرب.
تقوم شركة في العهد الجديد مع علاقة الآب والابن والروح القدس وبواسطته مع أتباع يسوع. والضمان لهذه العلاقة هو موت يسوع الكفاري، وخدمته الكهنوتية المستمرة عن يمين الآب. لقد فتح الابن لنا طريقاً مباشراً إلى أبيه السماوي. ومَن لا يقبل هذا الامتياز لا يثق بالله حقاً. لأننا قد نلنا من الآب وابنه النعمة والبرّ والمغفرة والروح والحياة. لذلك يحق شكرنا وتكريمنا وعبادتنا لله الثالوث الواحد دون غيره.
يجب ألا ننسى أن الله يسهر بغيرة على محبتنا له. ولا يقبل أن نرتبط بصنم أو مؤسس دين أو زعيم دولة، أو بذهب أو فضة، أو بكاشف غيب عند تسليمنا له. هو الله وحده، لا مخلص غيره.
"أَمَّا الْبَارُّ فَبِالإِيمَانِ يَحْيَا" (رو1: 17)
الرب يسوع المسيح هو الطريق الوحيد للخلاص لأنه الوحيد القادر ان يحمل عنا عقاب الخطيئة (رومية 23:6) إنّ أفضل النّاس في العالم هم من يعيشون بالإيمان؛ إذ ليس هناك طريقة أخرى للعيش في البر في نظر الله. لا يمكننا أن نحيا باستقامة من تلقاء ذاتنا. إن كنّا سنثق بأنفسنا، أو بأيّ شيء يأتي منّا، فنحن لم نتعلّم شيئاً من حياة يسوع التي نعرفها من خلال الأسفار المقدّسة. يجب أن تتخلّى عن كل ثقة تملكها بنفسك أو الشعور في الاستقامة الذّاتيّة،إنّ الإعتماد على الذات لفهم الأمور الدّينيّة هو بمثابة تدمير للنّفس؛ فعليك أن تعتمد على الله الذي كشف عن نفسه من خلال ابنه يسوع المسيح.
أمّا أولئك الذين يتّكلون على أعمال النّاموس هم تحت اللّعنة، ولا يمكنهم أن يحيوا أمام الله.
إنّ حياتي لا تكمن بما أعتقد، أو أحبّ وأرغب، أو ما أتخيّله، أو ما أستمتع به، لكن فقط فيما يدركه إيماننا على أنّه كلمة الله. نعيش أمام الله واثقين بوعده، معتمدين على شخصه، قابلين ذبيحته، متقلّدين بالحق، ونقوم بتسليم أنفسنا إلى الله الآب، وابنه والرّوح القدس. إنّ ثقتنا المطلقة بيسوع ربّنا هي طريق الحياة، بينما تؤدّي كلّ الطّرق الأخرى إلى الموت.
المرأة السامرية
قَالَتْ لَهُ الْمَرْأَةُ:"أَنَا أَعْلَمُ أَنَّ مَسِيَّا، الَّذِي يُقَالُ لَهُ الْمَسِيحُ، يَأْتِي. فَمَتَى جَاءَ ذَاكَ يُخْبِرُنَا بِكُلِّ شَيْءٍ", قَالَ لَهَا يَسُوعُ:"أَنَا الَّذِي أُكَلِّمُكِ هُوَ". (يوحنا 4 : 25-26)
الرب يسوع المسيح عندما قال لها ذلك بعد ان ظنته نبي (قَالَتْ لَهُ الْمَرْأَةُ: «يَا سَيِّدُ، أَرَى أَنَّكَ نَبِيٌّ! يو 4: 19)، فما كان منها إلا أن تركت جرتها عند البئر في ذهول ومضت مسرعة إلى المدينة تنادي بأعلى الصوت: تعالوا وانظروا إنساناً لم ألتق به في حياتي كشف كلّ الماضي الذي عشته وقال لي كلّ ما فعلت، لعله هو المسيح!؟ فأثار هذا اهتمام الجموع فخرجوا من المدينة وأتوا وراءها إلى حيثُ كان يسوع.
وكان التلاميذُ قد عادوا من السّوق وقد أحضروا الطعام وسألوه أن يأكل، فقال لهم: لي طعامٌ لآكل لستم تعرفونه، ثمّ قال: ارفعوا أعينكم وانظروا الحقول إنها قد ابيضت للحصاد، وعندها وصل أهل المدينة مع السامريّة إلى المكان حيث المسيح وتلاميذه فرأوه وسمعوا كلمات النعمة الخارجة من فمه، فأحبوه وآمن كثيرون به وطلبوا منه أن يمكثَ عندهم أياماً فمكث يومين وتحدّث خلالها لآخرين أيضاً وآمن آخرون، ولما ارتووا من اللقاء الشخصي معه، قالوا للمرأة كتعبير عن صدق إيمانهم، لسنا بعد بسبب كلامك نؤمن به لأننا نحن قد سمعنا ونعلم أنّ هذا هو بالحقيقة المسيح مخلص العالم، وبعد يومين صرفهما في السامرة واصل سيره إلى الجليل.
٤٦فَجَاءَ يَسُوعُ أَيْضًا إِلَى قَانَا الْجَلِيلِ، حَيْثُ صَنَعَ الْمَاءَ خَمْرًا. وَكَانَ خَادِمٌ لِلْمَلِكِ ابْنُهُ مَرِيضٌ فِي كَفْرِنَاحُومَ.٤٧هذَا إِذْ سَمِعَ أَنَّ يَسُوعَ قَدْ جَاءَ مِنَ الْيَهُودِيَّةِ إِلَى الْجَلِيلِ، انْطَلَقَ إِلَيْهِ وَسَأَلَهُ أَنْ يَنْزِلَ وَيَشْفِيَ ابْنَهُ لأَنَّهُ كَانَ مُشْرِفًا عَلَى الْمَوْتِ.٤٨فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ:"لاَ تُؤْمِنُونَ إِنْ لَمْ تَرَوْا آيَاتٍ
وَعَجَائِبَ"٤٩قَالَ لَهُ خَادِمُ الْمَلِكِ:"يَا سَيِّدُ، انْزِلْ قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ ابْنِي".٥٠قَالَ لَهُ يَسُوعُ:"اذْهَبْ. اِبْنُكَ حَيٌّ". فَآمَنَ الرَّجُلُ بِالْكَلِمَةِ الَّتِي قَالَهَا لَهُ يَسُوعُ، وَذَهَبَ.٥١وَفِيمَا هُوَ نَازِلٌ اسْتَقْبَلَهُ عَبِيدُهُ وَأَخْبَرُوهُ قَائِلِينَ:"إِنَّ ابْنَكَ حَيٌّ".
يوحنا 4 : 46-51
كان الرجل الذي من حاشية الملك خادما للملك هيرودس. وقد سار نحو ثلاثين كيلومتراً ليرى يسوع، وخاطبه : "ياسيد"، واضعاً ذاته تحت يسوع مع أن له سلطاناً شرعياً عليه.
وكانت هذه المعجزة علامة لكل الناس، وليست مجرد معروف وخدمة لهذا الرجل.
كان لخادم الملك إيمان حتى إن يسوع صنع له ما طلب. لقد آمن "ثم" رأى.
مع أن ابن خادم الملك كان على بعد (30 كيلومترا) فقد شفي بمجرد أن نطق الرب يسوع بالكلمة. فلم تكن المسافات تشكل مشكلة لأن المسيح له سيادة وسلطان على المكان والمسافات.
إن هذا الرجل لم يؤمن فقط بقدرة الرب يسوع على الشفاء، بل أطاعه أيضاً وانصرف عائداً إلى بيته، مظهراً بذلك إيمانه. لا يكفي أن نقول إننا نؤمن بقدرة الرب يسوع على معالجة مشاكلنا، بل يلزم لنا أن نتصرف على أساس أنه يقدر. عندما تصلي من أجل احتياج أو مشكلة، كن واثقا بقدرة الرب يسوع على عمل ما يقوله.