قال الرب لتلاميذه: "وَصِيَّةً جَدِيدَةً أَنَا أُعْطِيكُمْ: أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا. كَمَا أَحْبَبْتُكُمْ أَنَا تُحِبُّونَ أَنْتُمْ أَيْضًا بَعْضُكُمْ بَعْضًا. بِهذَا يَعْرِفُ الْجَمِيعُ أَنَّكُمْ تَلاَمِيذِي: إِنْ كَانَ لَكُمْ حُبٌّ بَعْضًا لِبَعْضٍ" (يوحنا 34:13-35).
العلامة المميّزة لتلاميذ المسيح هي محبتهم النقية بعضهم لبعض، المحبة التي تصل إلى درجة التضحية... تضحية المسيح بموته على الصليب.
كنائس العصر الحاضر غطتها البرودة لخلوّها من المحبة الحقيقية. فلا أحد يتألم مع العضو المتألم، ولا أحد يفرح مع العضو الفرحان. صارت مسيحيتنا "كليشهات" وكلمات نرددها ولا نقصد معناها. الوصف الذي قدمه بولس الرسول للمحبة الحقيقية هو:
"الْمَحَبَّةُ تَتَأَنَّى وَتَرْفُقُ. الْمَحَبَّةُ لاَ تَحْسِدُ. الْمَحَبَّةُ لاَ تَتَفَاخَرُ، وَلاَ تَنْتَفِخُ، وَلاَ تُقَبِّحُ، وَلاَ تَطْلُبُ مَا لِنَفْسِهَا، وَلاَ تَحْتَدُّ، وَلاَ تَظُنُّ السُّؤَ، وَلاَ تَفْرَحُ بِالإِثْمِ بَلْ تَفْرَحُ بِالْحَقِّ، وَتَحْتَمِلُ كُلَّ شَيْءٍ، وَتُصَدِّقُ كُلَّ شَيْءٍ، وَتَرْجُو كُلَّ شَيْءٍ، وَتَصْبِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ. اَلْمَحَبَّةُ لاَ تَسْقُطُ أَبَدًا" (1كورنثوس 4:13-8).
والمحبة التي قصد المسيح أن تملأ قلوب المؤمنين، عبّر عنها بكلماته: "ليس لأحد حب أعظم من هذا أن يضع أحد نفسه لأجل أحبائه" (يوحنا 13:15).