تأملات في كلمة الله غذاء للحياة اليومية

لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَتَنَاوَلُ اللَّبَنَ هُوَ عَدِيمُ الْخِبْرَةِ فِي كَلاَمِ الْبِرِّ لأَنَّهُ طِفْلٌ، وَأَمَّا الطَّعَامُ الْقَوِيُّ فَلِلْبَالِغِينَ، الَّذِينَ بِسَبَبِ التَّمَرُّنِ قَدْ صَارَتْ لَهُمُ الْحَوَاسُّ مُدَرَّبَةً عَلَى التَّمْيِيزِ بَيْنَ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ. (عب 5 : 13-14)
إن المؤمنين الذين يعيشون على اللبن، هم عديمو الخبرة في كلام البر. إنهم سامعون للكلمة غير عاملين بها. وهم يفقدون ما لا يستخدمونه، وهكذا يستمرون في حالة من الطفولة الدائمة. يعوزهم إحساس حاد لتمييز الأمور الروحية، وهم بالتالي مضطربون ومحمولون بكل ريح تعليم، بحيلة الناس، بمكر إلى مكيدة الضلال {كَيْ لاَ نَكُونَ فِي مَا بَعْدُ أَطْفَالاً مُضْطَرِبِينَ وَمَحْمُولِينَ بِكُلِّ رِيحِ تَعْلِيمٍ، بِحِيلَةِ النَّاسِ، بِمَكْرٍ إِلَى مَكِيدَةِ الضَّلاَلِ.} (أف ٤ : ١٤)
الإنسان المنشغل والمهموم بالعالم عن الله وحياته الروحية, يفقد رؤيته وحواسه, أما الإنسان الذي تدربت حواسه الروحية على الإنجيل والنعمة يثبت وجهه نحو السماء بقيادة الروح القدس.
إن قدرتنا على التغذي بأمور الله العميقة تتحدد بنمونا الروحي. فكثيراً ما نسعى إلى وليمة الله قبل أن نصبح قادرين، روحياً، على هضمها. وكلما نما المؤمن في الرب وجد أنه يتغذى على مائدته بصورة أكبر.
ما يفتح حواسنا الروحية على السماء هو الروح القدس. وما يغلق حواسنا الروحية هي الخطية. ومن تكون حواسه الروحية المنفتحة على السماء مدربة يكون حياً روحياً أي الروح القدس جدد طبيعته فصار حياً أمام الله. والعكس من لم يستجب لعمل الروح القدس وظلت حواسه الروحية ميتة وغير عاملة يقول عنه الإنجيل "لك اسم أنك حي (فحواسك الجسدية تعمل) وأنت ميت (روحياً"(
فالطعام الروحي القوي هو للبالغين، الذين بسبب التمرن قد صارت لهم الحواس مدربة على التمييز بين الخير والشر. فيطيع هؤلاء النور الذي يحصلون عليه من كلمة الله، يتمكنون بذلك من الحكم في الأمور روحيًا، وهكذا ينقذون أنفسهم من مخاطر الضلال.
الطعام الروحي image
تم عمل هذا الموقع بواسطة